============================================================
مقدمة المحقق/ ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسع كراريس"(1).
6- وقال الإمام شمس الدين أبو عبد الله الذهبي (ت/748ه) عنه: "كان رأسا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والتثر الفائق بديها، ويشهب، ويعجب، ويطرب، ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفا بحسن الحديث ومعرفة فنونه، فقيها، عليما بالإجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن، وفهم، وذكاء، وحفظ، واستحضار، واكباب على الجمع والتصنيف مع التصون والتجمل، وحسن الشارة، ورشاقة العبارة، ولطف الشمائل، والأوصاف الحميدة، والحرمة الوافرة عند الخاص والعام، ما عرفت أحدا صنف ما صنف"(2).
7- وقال الحافظ المفسر ابن كثير (ت/ 4 77ه) عنه: "أحد أفراد العلماء، برز في كثير من العلوم، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوا من ثلاثمائة مصنف، وكتب بيده نحوا من ألفي مجلدة. وتفرد بفن الوعظ الذي لم يسبق إلى مثله، ولم يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله، وفي فصاحته، وبلاغته، وعذوبة كلامه، وحلاوة ترصيعه، ونقوذ وعظه، وغوصه على المعاني البديعة، وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية، بعبارة وجيزة سريعة الفهم والإدراك، بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة. هذا؛ وله في العلوم كلها اليد الطولى، والمشاركات في سائر أنواع العلوم : من التفسير، والحديث، والتاريخ، والحساب، والتظر في التجوم، والطب، والفقه، وغير ذلك من اللغة والنحو8(3).
8- وقال الحافظ زين الدين ابن رجب (ت/ 597ه) عنه: "الحافظ، المفسر، الفقيه، (1) ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (3/ 140 - 141).
(2) الذهبي، سير أعلام النبلاء (21/ 367).
(3) ابن كثير، البداية والنهاية (13/ 28).
पृष्ठ 8