============================================================
المطلب الأول / تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها وبهذا نختم الكلام عن إجماع علماء الأمة الإسلامية بمختلف طوائفها ومذاهبها في تنزيه الله تعالى عن الجسمية ولوازمها، لنبدأ بالأدلة التقلية والعقلية التي بنوا عليها هذا الإجماع الصحيح(1).
ثانيا: الأدلة النقلية القطعية على تنزيه الله تعالى عن الجشمية ولوازمها أ- الآيات القرآنية: تعددت الآيات القرآنية المحكماث التي استنبط منها وجوه في الدلالة على تنزيه الله تعالى عن الجسمية ولوازمها من الحيز والمكان والجهة وقبول الأعراض وما شابه؛ وهذه بعض منها: الآية الأولى: قول الله تعالى: ليس كمئلهه شين*} [الشورى/11].
وهو أوضح دلئل نقلي في ذلك جاء في القرآن، وهو نص قطعي الثبوت والدلالة على أن الله تعالى ليس جشما ولا متحيزا ولا متجزئا ولا متركبا ولا محتاجا لأحد ولا إلى مكان ولا إلى زمان(2).
قال الإمام فخر الدين الرازي (ت/ 606ه) في تفسير هذه الآية: "احتج علماء التوحيد قديما وحديثا بهذه الآية في نفي كونه تعالى جسما مركبا من الأعضاء والأجزاء وحاصلا (1) لا ئد أن نلفت الانتباه إلى أن الموضوع الوحيد الذي اتفقت فيه طوائف الإسلام كافة بعد أركان الإسلام هو تنزيه الله تعالى عن الجسمية ولوازمها، ولم يشذ منهم في هذا الموضوع إلا مجسمة الحنابلة وحشوية أهل الحديث الذين أثبتوا لله تعالى الجسمية ولوازمها من المكان والحيز والجوارح والأعضاء - وسيأتي أقوال أئمتهم ونظارهم في ذلك (ص/63 - 98) ونسبتهم في هذه الأمة قليلة جدا بالنسبة لجمهور الأمة الإسلامية من الأشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة الذين يمثلون السواد الأعظم من أهل السنة، ومن باقي الطوائف الإسلامية من الإباضية، والإمامية، والزيدية.
(2) انظر: محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن (210/2) .
पृष्ठ 43