============================================================
مقدمة المحقق / هدف الكتاب ويبدو أن الإمام ابن الجوزي استخدم أسلوب التهجم في بداية كتابه هذا على تأويل بعض الآيات المتشابهة ونسبه إلى المعتزلة، كي لا يكون لمجسمة الحنابلة حجة عليه، اذ إنهم يقولون لعلماء أهل الشنة القائلين بتنزيه الله تعالى عن الجسمية - وهم جمهور أهل الشنة -: إنكم إذا قلتم بالتأويل فأنتم إذا توافقون المعتزلة، والمعتزلة من شر أهل البدع. وذلك ليلبسوا على العوام والجهلة فيميلون بذلك إلى تجسيم الله تعالى عن قولهم(1).
والدليل على ذلك، ما مر من كلامه في تقريره مسلك التأويل والانتصار له بالدليل الشرعي والعقلي، فإنه وتبعا لعلماء أهل السنة من السلف والخلف قد أول هذه الآيات المتشابهة كما أولتها المعتزلة، وما جاء في كتابه هذا - "مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية" - وكتابيه "ازاد المسير من علم التفسير"، ولادفع شبه التشبيه بأكف التنزيه"، خير دليل على ما بيناه(2) وبالله تعالى التوفيق.
وصف النسخة المخطوطة من محفوظات دار الكتب المصرية، وقد صورها بالميكروفيلم: لامعهد إحياء المخطوطات العربية" بمصر، التابع لجامعة الدول العربية.
وتوجد منه نسخة مصورة أيضا على الميكر وفيلم في مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم (1196) تفسير.
659 (1) ومثال ذلك، ما قاله الإمام ابن تيمية (ت/728ه) في "درء تعارض العقل والنقل" (1/ 270) وهو يغمز بالحنابلة القائلين بتنزيه الله تعالى عن الجسمية ولوازمها: 0... كثير من المتأخرين المنتسبين إلى أحمد الذين مالوا إلى بعض كلام المعتزلة، كابن عقيل، وصدقة بن الحسين، وابن الجوزي، وأمثالهم".
(2) انظر ما نقلناه من هذه الكتب في تعقيباتنا على المؤلف في هوامش (ص/158 - 162).
पृष्ठ 21