============================================================
السحت الشان
المحكه والمت حكم والمتشابه في القرآن العظيم
من بين القضايا الرئيسية التي أدت إلى انزلاق المجسمة من أهل الحديث وغيرهم في هذا المنحدر الخطير، هي قضية: الأخذ بظواهر التصوص الشرعية المتشابهة التي يتوهمون من ظاهرها التجسيم والتشبيه، دون أن يؤولوها لتتوافق مع الآيات المحكمة الدالة على تثزيه الله تعالى عن الجسمية ولوازمها.
ولما خاضوا في متشابه القرآن خوضا أثبتوا لله تعالى الجسم ولوازمه، قام العقلاء من علماء الإسلام بدفع هذه البدعة الطارئة على الدين الحنيف، وسلكوا في هذه التصوص مسلك التأويل لها، أرادوا به تنزيه الله تعالى عن صفات الجسم ولوازمه ضمن الضوابط والقواعد المقررة والمبثوثة في النصوص المحكمة القطعية من حيث الدلالة، ألا وهي: أن كل نص يتوهم المجسم من ظاهره إثبات الجسمية وما شابهها من صفات النقص فالله تعالى منزه عن أن يتصف بذلك، لأن المقصود في اللغة العربية ليس ظاهر التص الموهم عند المجسم للنقصان؛ بل ما وراءه من المعاني المجازية التي تتوافق مع محكمات القرآن، وهذا ما سأوضحه مفصلا في هذا المبحث الذي يتناول المحكم والمتشابه في القرآن الكريم.
واقتصرت على ذكر المحكم والمتشابه في القرآن العظيم دون الشنة، لأن تدوين الشتة رسميا جاء بعد منتصف القرن الثاني في العصر العباسي زمن خلافة أبي جعفر
पृष्ठ 101