============================================================
الصجالس البؤيدية وعلماء ومتعلمين.
فالفرق بين النبى وبين على فرق ما بين السماء والأرض ، وما بين الذكر والأنشى . فكيف يجوز أن يكون القرآن نازلا على على عليه السلام من دونه ، وهو مخلوق من ضلع من أضلاعه - نعوذ بالله من العمى وارتكاب الهوى : اما القول فى كيفية نزول الوحى على النبى وعلى غيره من الأنبياء عليه السلام فتقول إن الفرق بيننا ويينهم عليه السلام من نفوسنا اللطيفة خادمة طباعنا ومعنى ذلك أن نفوسنا اللطيفة خادمة لشهواتنا وملاذنا وآرابنا الجسيمة الدينوية ، نفوبسهم بالعكس من ذلك لكون لطباعهم خادمة لنفوسهم ، ومسخرة لأمرها فعن هذه الجهة صارت نفوسنا محتاجة إلى طلائعها التى هى الحواس الخمس فى تأدية معرفة الأشياء إليها ، ولاتكاد تتصور من الأمور إلى ما وصل إليها من جهة الحواس الخمس ، والأنبياء يتصورون بنفوسهم الشفافة من دون وساطة الحواس الخمس فى عالم الدين والآخرة ما يوردونه علينا ، ونؤديه نحن إلى أنفسنا من جهة الأسماع .
وهم بقوة المناسبة بينهم وبين العلاثكة فى اللطافة من حيث جواهر النفوس يتراءون لملائكة ويستملون منهم وياخذون عنهم ، ثم يؤدون إلينا ما أخذوه بالعبارة الجسمية المنطقية بما يجمعنا وإياهم من المناسبة في ذلك . قال الله تعالى : " نزل به الروح الأمين ، على قلبك (1) " ولم يقل على سمعك وقال : : لنكون من المنذرين ، لسان عريى مبين (2) : تجسيما له بالأشكال والحروث.
(1) سورة الشعراء 193 - 194.
(2) سورة الشعراء 194 -195.
पृष्ठ 71