============================================================
انسجانس السؤيدية قد سمعتم من معنى قوله سيحانه :: والتبن والزيتون وطور سينين ، ما استعلى من ألسن الصادقين ، فانتفى عنه عيب من فسر القرآن برأيه تفسيرا نزعت عقه بهجة عقل ونظر فقال : إن الله سبحانه أقسم بنمر مأكول وحبر ومعلوم لكل ذى بصيرة وبصر أن الانسان لا يقسم إلا يعزيز عند ذى خطر ، ولا يحلف بدنىء من الأشياء محتقر ، وإذا كان مستحيا أن يقسم الإنسان بداره أو ضياعه وعقاره ، ودار الانسان وضياعه معتمده فى سكناه ومعيشته ، كان إقسام الله سبحانه بما هو اقل عنده من الدار والضياع عددنا ، ولا يضطر إليه اضطرارنا أتد وأيلغ فى مكان الاستحالة ، وكان المعتقد لإقسامه بما هذه سبيله مغرقا في الجهالة (1) : واذ قد مضت هذه النوبة، فنعود إلى شرح معذى قوله سبحانه: " وهذا البلد الالمين، إنمام لما شرطنا إتمامه (2)، وقصدا من نظم فى سلك ذوى البصائر لما يتولى الله تعالى برحمته تظامه. قد كان سبق القول فيما رويناه عن الصادق عليه السلام أن القسم بطور سينين إثارة إلى صاحب المتاجاة فيه، وهو موسى عيه السلام وان فيه إضمارا مشارا به إلى عيسى عليه السلام وهو قوله سبحانه: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكين " ، وكان المسيح، والشجرة الخارجة من طور سيناء، يعذى انابع من نبحة ملة موسى عليه السلام ومكان نبوته، فشرفه الله تعالى وفضله، وهو الشجرة فى معذى، والكلمة فى معذى . قال الله سبحانه : " ألح تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أحلها ثابت وفرعها فى السماء (1) واد بالدفاصيل فى المجالس والمسايرات.
(2) لأنه وعد فى خاتمة المجلس السابق بإتنام التأويل .
पृष्ठ 66