============================================================
العجالس البؤيدية ومن شرائط الحج القريان ، وهوحكم مستفر فى الأوراد مأخوذ به مرغوب فيه . وليس فى ظاهر حكمه قصد تعرفه العامة غير أن يتسع الفقراء بفضل الأغنياء وما يجرى مجراه. كما قال الله تعالى: فكلوامنها وأطعموا الفانع والمعترء (1) .
و لقريان شرط يساق فى الوعظ كلامه إذا جاعت أيامه ، وهو ما يقال : واجتنبوا مرضاها ومشوهاتها بزيادة الأعضاء أو نقصاتها . وأرووا الذبائح ماء قبل قريبها ، وأحدوا الشفار لها . ومما ورد من مثل ذلك في التوارة من قول الله سبحانه : "ما لمكم تقريون لى كل عرجاء وكل عوراء" لو أهديتم ذلك إلى صديق كان يقبله إلا صعيحا سليما . وليس فى ظاهر حكم القريان وكونه سليما صحيحا قصد تعرفه العامة غير أن لا تكون الذبيحة مريضة أو مشوهة الخلق بزيادة أو ن قصان ، فيكون تناول لحمها ممرضا لاكله أو مضرا به ، ذلك مبلغهم من العلم : فإذا عدل بالمقول إلى مناسك العقل التى هى بأئمة دينكم أيها المؤمنون قائمة ، وتغور الرشاد بهم باسمة ، قام فى المعلوم أن القصد من الذبيحة أن تجعل مادة لفوى الإنسانية فتنقل من ضعة إلى رفعة ، ومن ذلة إلى عزة ، ولا يصح هذا اقصد من قاصد إلا بذبح البهيمة ونزع روح حياتها عنها ، وتسكين كل متحرك منها . فهذا هو القريان المحسوس . والذى يجرى بإزاء ذلك من حيث المتقول الذى قتصيه قضايا / الدعوة وحكمة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أن القربان هو المعاهدة ، وذلك أن المعاهدة هى القتل والنقل عن العادات البشرية إلى الأخلاق الملكوتية ، والتجوهر بجوهر الملائكة ، وهى أول درجة من درجات الآخرة ، ولا يصلح لمعاهدة إلا الورع السليم الصحيح فى دينه على ما هو به، مستضعفا ككون (1) سورة الحج 36 .
पृष्ठ 33