قلت: فأنت تدري ما أنت تقول، وكلامك هذا إلى ما يؤول؟ إنك أردت أن تمدح الحسين بذم الحسن، فذممتهما جميعا، ولم تدبر قول الله عز وجل: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا}[القصص: 54] وقوله عز وجل {وفضل الله المجاهدين على القاعدين} [النساء: 95]، فالحسن صابر، والحسين مجاهد عليهما السلام، وأنت يا هذا فليس معك بيان ولا برهان أن الحسن وجد أعوانا وقعد وقام بهم الحسين؛ لأنك تعلم أن الأمة بأسرها يشهدون أن الحسن لما لزم منزله وأقبل على طاعة خالقه من جهة عدم الأعوان، قعد معه أخوه الحسين بقعوده، وقعودهما كقعود أبيهما مع الثلاثة الذين سلفوا من جهة عدم الأعوان.
قال، فقال: يا أبا الحسين، إني من أهل المحبة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم.
قلت: فإذا كان هذا كلام المحب فكيف/29/يكون كلام المبغض؟
قال: فانكسر وسكت، ثم قلت له: يا عبد الله، اتق الله واستغفر لذنبك، واحذر العودة لمثل هذا الكلام، فإن الله عند لسان كل قائل.
पृष्ठ 37