(18)مجلس [في صفة الراجي لرحمة ربه]
قال: وكنت قد كتبت لمحمد بن هيثم، إلى عدن كتابا بالغا في معرفة الله تعالى، ومعرفة رسوله وأهل بيته عليهم السلام، فبينا أنا ذات يوم بصنعاء إذ ذكرت محمد بن هيثم، فقال لي بعضهم: يا أبا الحسين، صديقك ابن الهيثم هاهنا اليوم يريد الحج. قال: فنهضت إليه، فوجدته في منزل ابن خلف، فسلمت عليه وفرح بمجيئي إليه.
ثم قلت: يا أبا عبدالله، ما حاجتك إلى هذه البلد؟ قال: أريد إلى مكة.
قلت: ما تعمل؟
قال: أحج.
قلت: تريد تغالب ربك ليغفر لك شاء أو أبى.
قال: فضحك.
ثم قال لي: يا أبا الحسين، تقف عندي حتى يأتي رفيق لي هاهنا، فوقفت وسألته عن رفيقه، فقال: هو: عبدالله بن المحاي، فلما جاء عرفه بي، وقال: يا أبا محمد، هذا صديقي أبو الحسين الذي كنت أذكره لك. قال: فسلم علي وأبتش بي وهم أن يقعد بين يدي، فقلت:ليس كل هذا إن تركتمونا نقعد معكم وإلا قمنا، ثم إن محمد بن الهيثم التفت إليه، وقال: يا سيدي، يا أبا محمد، تدري ما قال لي أبوالحسين؟ قال: وما قال لك؟ قال: قال: ما جاء بك إلى هذه البلد؟ فقلت له: أحج. فقال: أنت تريد تغالب ربك ليغفر لك شاء أو أبى.
قال: فقال المحاي لي: يا أبا الحسين نحن نرجو رحمة الله/19/.
पृष्ठ 24