प्लेटो की दावत: प्यार पर चर्चा
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
शैलियों
ومذهبه في أصول الأشياء ثلاثة؛ العلة الفاعلة، والعنصر، والصورة. وعن النفس الإنسانية يقول سقراط كما أسلفنا: إن النفوس كانت موجودة قبل وجود الأبدان إما متصلة بكلها أو متمايزة بذواتها وخواصها، فاتصلت بالأبدان استكمالا واستدامة، والأبدان قوالبها وآلاتها فتبطل الأبدان، وترجع النفوس إلى كليتها. أما النفس الناطقة فجوهر بسيط ذو سبع قوى يتحرك بها حركة مفردة وحركات مختلفة، فحركتها المفردة نحو ذاتها، ونحو العقل، وحركتها المختلفة نحو الحواس الخمس.
وكانت له أقوال كثيرة في الحكمة بعضها ظاهر مفسر بلفظه كقوله الذي ينسب إلى الإمام علي «لا تكرهوا أولادكم على آثاركم؛ فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم» (الملل والنحل، ص282)، ولا ندري لماذا تلقينا هذه الحكمة في المدارس منسوبة إلى الإمام علي بتحريف بسيط، فهل قالها الإمام علي، وانتحلها لنفسه، أم رواها عنه معجب حسن النية، ولم ينسبها إلى مصدرها؟ أم هي كلمة من الحكم التي ينسبها كتاب العرب إلى سقراط ولقمان وأرسطو وإدريس والإمام علي؟ وكان لسقراط أقوال كثيرة من قبيل الألغاز كان يستر وراءها أغراضه، وقد روى منها ابن أبي أصيبعة والقفطي والشهرستاني، وصاعد مقادير كثيرة، فليرجع إليها من يشاء، وقال عنها الشهرستاني إن سقراط ألقاها إلى تلميذه أزخانس (يقصد زينوفون)، وإن زينوفون أو أزخانس حلها في كتاب فاذن (يقصد فيدون)، فنقول إن الذي بلغ إليه علمنا القاصر هو أن أزخانس أو زينوفون لم يدون كتابا باسم فاذن، وإن الذي كتبه هو أفلاطون، وهو إحدى المحاورات الخمس وثلاثين التي ذكرناها لدى الكلام على أفلاطون وأشخاصها أيشكراط وفيدون، ثم سقراط وأبولودوروس وسيبس وسيمياس وكريتون وهي محاورة محكمة، أما العبارات التي يرويها الشهرستاني فهي نبذ مفككة كقوله: «اسكت عن الضوضاء الذي في الهواء، وتكلم بالليالي حيث لا يكون أعشاش الخفافيش.»
نقول، وبعد أن فرغنا من سقراط العظيم، انتقلنا للكلام على المذاهب الفلسفية التي تشعبت عن تعليمه، وذكرنا أهل مغارة نسبة إلى بلدهم، وأولهم أريستيب أو أرسطيفن المنسوب إلى برقة، وهي إحدى المستعمرات الأفريقية في أفريقيا، وذكر اسم بلدة قورينا معربا مباشرة من الاسم اليوناني سيرانيك، وقيل إن قورينا في القديم هي رفنية بالشام عند حمص؛ ولذلك يسمونه أرسطيفن الرفني، وكان أتباعه يعرفون بالقورينائيين نسبة إلى البلد، ويعرف له العرب كتبا رياضية غير المبادئ التي ذكرناها، وفرقة أريستيب قد سميت من اسم البلد الذي كان فيه الفيلسوف الذي يكتب اسمه أريستيب وأرسطيفن وأرسطيس.
ومن أتباع سقراط أيضا فرقة ديوجين، وتعرف بالكلبية أو الكلابية، وسبب تسميتهم في الحقيقة نسبة إلى المكان الذي كانوا يجتمعون فيه، ولكن العرب قد شرحوا ذلك بأنهم كانوا يرون اطراح الفرائض المفترضة في المدن على الناس، ومحبة أقاربهم، وبغض غيرهم من سائر الناس، وقال القفطي بغير حياء ولا حرمة للحكمة: «وإنما يوجد هذا الخلق في الكلاب.» وكل هذا الخلط جاءه من التسمية، ومن جهله باللغة اليونانية؛ فإن مكان الاجتماع اسمه سيتوسارج، وكلمة سينو باليونانية معناها كلب، فصارت نسبة إلى كلمة سينو، فسموا «سينيك لا لأن أخلاقهم تشبه أخلاق الكلاب، فتأمل جهل القفطي، وسوء الاستدلال، وغرابة التعليل.» ولما شمر القفطي عن ساعديه ليدون فلسفة ديوجين وأتباعه وزعيمهم أنتستين، وكلهم تلاميذ سقراط قال: «كان أحدهم يتغوط غير مستتر عن الناس، وينكح في الطريق، ويقبل الحسناء من النساء قدام الجمع.» فأين هذه السخائم والسخافات التي اخترعها الذهن المريض لمناسبة تسمية أدى إليها الجهل من الحكمة العالية، والتواضع المعروف، والقناعة النادرة التي بثها ديوجين وأنتستين؟ أيقال هذا عن ديوجين، وقد كان حكيما فاضلا متقشفا لا يقتني شيئا، وهو الذي استدعاه الملك الإسكندر إلى مجلسه يوما، فقال للرسول قل له إن الذي منعك من المسير إلينا منعنا من المسير إليك منعك عني استغناؤك بسلطانك، ومنعني عنك استغنائي بقناعتي. أيقال هذا أيها القفطي عن ديوجين، وهو الذي سئل عن العشق فقال: سوء اختيار صادف نفسا فارغة (233 شهرستاني).
ثم انتقلنا إلى إقليدس المغاري، نسبة إلى بلده مغارة أو مجيار، وقلنا إن أفلاطون فند آراءه في «محاورة المغالط».
ثم تكلمنا على حياة أفلاطون بما ليس وراءه غاية على قدر ما يطيقه مقتضى الحال، وهو أفلاطون الإلهي، وآخر المتقدمين الأوائل الأساطين، وكان تلميذ سقراط، ورأيه القول بوجود محدث مبدع للعالم، واجب بذاته، عالم بجميع معلوماته.
وتكلمنا عن رأيه في العقليات والمعاني والصور، ولمحنا إلى نظريته في المثل؛ فقد أثبت لكل موجود مشخص في العالم الحسي مثالا موجودا غير مشخص في العالم العقلي، ويسمي ذلك المثل الأفلاطونية، وهي ترجمة لكلمة
الإفرنجية؛ فالمبادئ الأول بسائط، والمثل مبسوطات، والأشخاص مركبات؛ فالإنسان المركب المحسوس جزئي ذلك الإنسان المبسوط المعقول، وكذلك كل نوع من الحيوان والنبات والمعادن والموجودات في هذا العالم آثار الموجودات في ذلك العالم. وقال إن العالم عالمان؛ عالم العقل، وفيه المثل العقلية والصور الروحانية؛ وعالم الحس، وفيه الأشخاص الحسية، والصور الجسمانية كالمرآة المجلوة التي تنطبع فيها صور المحسوسات، فإن الصور فيها مثل الأشخاص، كذلك العنصر في ذلك العالم مرآة لجميع صور هذا العالم يتمثل فيه جميع الصور.
ويتفرع عن نظرية المثل الأفلاطونية أن النفوس الإنسانية متصلة بالأبدان اتصال تدبير وتصرف، وكانت موجودة قبل الأبدان. ومن أقواله المأثورة: «إن النفوس كانت في عالم الذكر مغتبطة مبتهجة بعالمها، وما فيه من الروح والبهجة والسرور فأهبطت إلى هذا العالم حتى تدرك الجزئيات، وتستفيد ما ليس بذاتها بواسطة القوى الحسية، فسقطت رياشها قبل الهبوط، وأهبطت حتى يستوي ريشها، وتطير إلى عالمها بأجنحة مستفادة من هذا العالم»،
1
अज्ञात पृष्ठ