============================================================
تفسير سورة البقرة/309 كنير قبول التوبة من العباد؛ ففبل توبته: لأنه هو الموصوف بذلك؛ ولسعة رحمته لايؤخر فيول توبة عبده.
و التوبة في اللغة1 هي الرجوع وفي الشريعة هي الرجوع من المعصية إلى الطاعة. قال لا الققال: فإذا وصف بها العبد فمعناه رجع إلى ربه؛ لأن العاصي في معنى الهارب من ربه أو كالمعرض عن طاعته؛ فإذا تاب فقد رجع إلى ربه وإلى طاعته، والرب - عزوجل - ايضا في حكم المعرض عن الرحمة عليه على معنى أن الرحمة بالبعد عنه؛ فإذا وصف بها الرب، فالمعنى رجع إلى عبده برحمته وفضله؛ فالعبد تواب على معنى أنه رجاعا الى الله بالندم؛ والله تواب؛ لأنه يعود عليه بالفضل والكرم؛ ولما ذكرناه وقع الاختلاف في الصلة، فيقال للعبد: تاب إلى ربه وفي الرب تاب على عبده؛ وكما يقال: عاد فلان إلى الأمبه ليتهنل بخدمته وعاد الآمير عليه بإحسانه ومعروفه؛ وقيل: معنى تاب عليه، اي تجاوز عنه، إنه هو المتجاوز عن الذنوب الرحيم بخلقه؛ وقيل: تاب عليه، أي وفقه للتوبة.
قال السدي في قوله: (التواب الرجيم34 -131آ- أي هو المعين على التوبة، وقال: تاب عليه ولم يقل: عليهما لأنه إنما جرى ذكر آدم في هذه الآية، ولا شك أن الله قبل توبتهما.
قال الحسن: فتاب عليه، أي عليهما. قال المفضل: إن الاثنين إذاكان معنى فعلهما واحدا جاز أن يذكر أحدهما ويكون المعنى لهما، كما قال: (وإذ ارأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها)؛ وروي عن علي -رضي الله عنه-قال: "التوبة تصفية الأسرار والإنابة بالقلب إلى الله" .
وقال علي بن الحسين -رضي الله عنهما - : "التوبة الإعراض عن الخلق والاقبال على الحق" وقيل: التوبة على أركان ثلاثة: الندم على ما فعل بالقلب، والاقلاع عن مثله في الحال، والعزم على أن لا يعود إلى مثله في المال.
الأسرار قال المصدقون بكلمات الله: إن لله تعالى كلمات قدسية طاهرة زكيةه علية يلقيها من 1. في الهامش عنوان: اللغة2. في الهامش عنوان: المعاني.
3. في الهامش عنوان: التقسير.
पृष्ठ 367