============================================================
1230مفاتيح الأسرار ومصابيح الآيرار أغمى قهو في الآخرة أغمى وأضل سبيلا )؛ وكذلك من نظر إلى أمنال القرآن بعين العيب فيقول: (ماذا أراد الله بهذا مثلا)؛ فصارت الأمثال بيانا وهدى لمن رأها بعين الصواب، وعثى وضلالة على عين فراها بعين الخطأ والإنكار. ثم كونها بيانا وهدى هو المقصود الأول والعلة الكمالية الغائية، وهو الموضوع لها بالذات: وكونها عثى وضلالة هو غير المقصود وغير العلة والحكمة، بل هي واقعة في الأمثال بالعرض والتبع، بل الضال نفسه إنما وقع ذاته في الوجود بالعرض لا بالذات. قال الصادق -رضي الله عنه - : "المؤمن هو الشيء الكافز هو اللاشيء."(483) فالكافر [أو] المنافق إذا لم يكن في ذاته شيئا فكيف يكون وقوعه في الوجود مقصودا بالذات؟! وكيف ينسب الباري تعالى إيجاده وإحداثه؟! وكيف لاينسب أيضا وقد تحقق له وجود في الحس وحركات وأفعال في اليصر؛ ولذلك قال أمير المؤمنين حرضي الله عنه - لذلك الرجل الذي كان يتكلم في القرآن برأيه إفحاما له بالعموم والخصوص: "من إله المؤمن والكافر؟" قال: الله، قال: "صدقت"، قال: "فمن مولى المؤمن والكافر؟" قال: الله، قال: "كذبت. ذلك -98 ب- بأن الله مولى الذين أمنوا وأن الكافرين لامولى لهم." (484) فأدخل الكافر في الوجود عموما وأخرجه منه خصوصا؛ فكذلك يجب ان يدخل الضلال في الخلق عموما ويخرج منه خصوصا، ويقال: إن الله يضل ويهدي عموما، وهو الهادي والهداية أولى به خصوصا، وكذلك القرآن يضل به ويهدي به، ولكن: (وما يضل به إلا الفاسقين) وهو هذى للمتقين؛ وكذلك النبي مبعوث إلى الأسود والأحمر والمؤمن والكافر عمومأ: (قل يا أيها الناش إني رشول الله إليكم جميعأ)؛ والتكليف عام لجميع الخلق عموما وهو مبعوت لمن سبقت لهم منا الحسنى بالايمان خصوصا: (لقد من الله على التؤمنين إذ بعث فيهم رشولا من أنفسهم يثلو عليهم آياته ويزكيهم).
فانظر إلى مناهج هذه الأسرار هل تجدها في سائر التفاسير والتواريخ وكلام المتكلمين؟
الحفدلله بل أكترهم لايغلمون).
وسر آخر: في ضرب الأمنال بالبعوضة والذباب والعنكبوت وكل ما يستحفر في العبن وجوده إنما يكون مستنكرا إذا كان ما ينشبهه من الممنول به في الموجود أكثر منه أو كان لابناسبه في التمنيل والتشبيه. فإذا كانت الدنيا لاتزن عند الله جناح بعوضة فكيف يستبعد ليتهنل
पृष्ठ 296