وهذا النوع الثالث هو الشريعة الإسلامية التي جاءت بعد سوابقها دعوة للبشر كافة حينما وصل التطور والاستعداد الفكري عند البشر إلى درجة كافية لتلقي مثل هذه الأحكام النهائية في صورة مبادىء وقواعد كلية ثابتة، وتركت إلى جانب تلك المبادىء والكليات مجالا واسعا للاجتهاد في التفصيل، ونصيبا كبيرا للعقل في التطبيق؛ وقرنت الأحكام بعللها وأسبابها كي يفهمها المكلفون ويتمكنوا من القياس عليها بعقولهم، وفقأ لمقاصد الشريعة في العدل والإحسان، وجلب المصالح ودرء المفاسد .
-3- الإطار العام للشريعة الإسلامية، أو نظام الإسلام
/1 - الشريعة الإسلامية هي مجموعة الأوامر والأحكام الاعتقادية والعملية التي يوجب الإسلام تطبيقها لتحقيق أهدافه الإصلاحية في المجتمع.
لاسلام ثلاثة أهداف إصلاحية أساسية مرتبة، كل منها نتيجة لما قبله وأساس لما بعده: - تحرير العقل البشري من رق التقليد والخرافات، وذلك عن طريق العقيدة والإيمان بالله وحده، وتوجيه العقل نحو الدليل والبرهان و التفكير العلمي الحر. ولذا كافح الإسلام الوثنية في شتى صورها لأنها انحطاط في العقل وعماوة في البصيرة، وأسس العقيدة في الله تعالى وصفاته الواجبة وفي اليوم الآخر على أساس الدليل العقلي البسيط من شواهد الكون ودلائله. حتى جاءت عقيدة الإسلام منطقية واضحة لا تعقيد فيها ولا تحكم، ليس فيها ما يناقض العقل، وإن كان فيها ما تخفى حكمته من أمور الغيب وإرادة الله تعالى مما لا يمكن أن تخلو منه شريعة إلهية .
ب) - إصلاح الفرد نفسيا وخلقيا، وتوجيهه نحو الخير والإحسان والواجب كي لا تطخى شهواته ومطامعه على عقله وواجباته. وذلك بممارسة الفرد للعبادة المشروعة التي تذكره بخالقه، وبعقيدة الثواب
पृष्ठ 47