============================================================
فصل وأما [أبو](1) جعفر المنصور: فإنه لما حج اجتمع جماعة من المسلمين إلى شبيب بن شيبة، وسألوه م خاطبة المنصور آن يرفع عنهم المظالم، ولا يمكن النصارى من ظلمهم وعسفهم في ضياعهم ، ويكنعهم من انتهاك حرماهم وتحزبهم ، لكونه أمرهم أن يقبضوا ما وجدوه لبي أمية.
قال شبيب: فطفت معه، فشبك أصابعه على أصابعي فقلت: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أكلمك بما في نفسي؟
فقال: أنت وذاك.
فقلت: إن الله كما قسم أقسامه بين خلقه لم يرض لك إلا بأعلاها و أسناها ، ولم يجعل فوقك في الدنيا أحدا، فلا ترض لنفسك أن يكون فوقك في الآخرة أحدا.
ايا أمير المؤمنين اتق الله، فإها وصية الله إليكم حادث، وعنكم قبلت، اا فاليكم تؤدى ، وما دعاني إلى قولي إلا محض النصيحة لك والإشفاق عليك وعلى نعم الله عندك، اخفض جناحك إذا علا كعبك، وابسط معروفك إذا عن يديك.
يا أمير المؤمنين، إن دون أبوابك نيرانا تأجج من الظلم والجور لا يعمل 1) سقطت الكنية من المخطوط سهوا، والمعروف أن المنصور هو أبوجعفر : عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس.
بويع بعد أخيه أبي العباس المعروف بالسفاح وكان يومها ببغداد فجعلها قاعدة حكمهم، وبقي واليا إلى أن مات في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، فكانت ولايته اتنتين وعشرين سنة وقد مات وهو متوجها إلى الحج ل ودفن في الطريق ببئر ميمون بقرب مكة، وله ثلاث وستون سنة، وكانت أمه أم ولد نفزية، وقيل: صنهاجية.
पृष्ठ 27