============================================================
وهذه صفة قبط مصر فإهم الذين زعموا أهم ليس عليهم في الأميين سبيل، وأن لهم أخذ أموالهم وأنفسهم بجانا في مقابلة ما أخذوا من أموال النصارى وأنفسهم في الزمان الغابر.
وقد صرح بعضهم -كما سيأتي ذكر ذلك- .
فإن قلت: إنما هذه الآيات في تحريم ولايتهم بفتح الواو وهي حبتهم والسؤال إنما وقع عن ولايتهم بكسر الواو وهي توليتهم قلت: لما كانت الولاية بالكسر شقيقة الولاية بالفتح بل هي وسيلتها اذ لا تولي وتأمر إلا من تحبه لاشتماله على الصفات المقتضية للولاية من : العقل، والعلم، والدين، ونحو ذلك.ا عن عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بي إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال : ائتي بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شيهدا،ا فقال: ائتي بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها ليقدم عليه في الأجل الذي أجله فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار ، الا وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، ثم قال: اللهم انك تعلم أني استسلفت فلاثا ألف دينار فسألي شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا، و سألي كفيلا: فقلت: كفى بالله كفيلا فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركبا ابعث إليه الذي له فلم أقدر وإني استودعتكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده ... القصة وهي معروفة مشهورة، إلى أن ذكر في قوله تعالى: {ذلك بأفهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) .... قد اختلقوا هذه المقالة وائتفكوها بهذه الضلالة، فإن الله حرم عليهم أكل الأموال إلا بحقها وإنما هم قوم بهت.
पृष्ठ 15