وكان أبو مسلم الخراساني(1) في مبادئ خروجه ينشد هذا البيت:
فلا أؤخر ...(2) شغل اليوم عن كسل
إلى غد إن يوم العاجزين غد
ومما أدركته أبصار البصائر، وأهدته ألسنة الأوائل إلى أسماع الأواخر، وحملته بطون الدفاتر من نطف مياه المحابر: أنه لم يكن في ملوك الأمم ومقدميها من ملأ القلوب لرعيته فرقا ووجلا، وكشف عن وجه ولايته ضد الغفلة وجلا مثل أردشير بن بابك الساساني الذي كان ممن يضرب به المثل، ومن كلامه المنظوم على أحسن نظام، المناسب لهذا المقام: شهد الجهد أحلى من عسل الكسل.
يعني أن الشهد الحاصل بالجهد أحلى من الكسل الشبيه بالعسل في ميل النفس إليه وإلتذاذه به.
فالأول: [في المآل](3)، وإضافته لملابسة(4) السببية.
والثاني: في الحال، وإضافته من قبيل إضافة المشبه به إلى المشبه: كلجين(5)(6) الماء.
ومما نسج(7) على هذا المنوال من أحاسن المقال: قول من قال راحتي في جراحة راحتي.
पृष्ठ 9