وهو التيس الجبلي، والأنثى تسمى أروية، وهي شاة الوحش وفي طباع هذا النوع أنه يأوي الأماكن الوعرة الخشنة، ولا يزال مجتمعًا، فإذا كان وقت الولادة تفرق، وإذا اجتمع في ضرع الأنثى لبن امتصه والذكر إذا ضعف عن النزو أكل البلوط، فتقوى شهوته، ومتى لم يجد الأنثى انتزع المني بفيه بالامتصاص، وذلك إذا جد به الشبق، وفي طبعه أنه إذا أصابه جرح طلب الخضرة على الحجارة فيمتصها ويجعلها على الجرح، فيبرأ، وإذا أحس بقناص وهو في مكانه المرتفع استلقى على ظهره ثم يزج نفسه فينحدر ويكون قرناه وهما من رأسه إلى عجزه يقيانه ما يخشى من الحجارة، ويسرعان به لملوستهما على. . .، وفي طبعه الحنو على ولده، والبر بوالديه، وأما الحنو فإنه إذا صيد شيء من سخاله تبعته أمه ورضيت بأن تكون معه في الشرك وأما البر بوالديه، فإنه يختلف إليهما بما يأكلانه، وإذا عجزا من الأكل مضغ لهما وأطعمهما، ويقال أن في قرنيه ثقبين يتنفس بهما فمتى سدا هلك سريعًا.
الوصف والتشبيه
قال الشماخ يصف محبوبة له تسمى أروى:
وما أروى وإن كرمت علينا ... بأدنى من موقفه حرون
تطيف بها الرماة وتنفتهم ... بأوعال معقفة القرون
وقال الصاحب بن عباد:
وأعين كالذرى في سفلاته ... سواد وأعلى ظاهر اللون واضح
موقف أنصاف اليدين كأنه ... إذا راح يجري بالصريحة رامح
وما أطرف قول أبي الطيب المتنبي:
وأوفت الغدر من الأوعال ... مرتديات بغي الضال
نواخس الأطراف للاكفال ... يكدن ينفذن من الأطال
لها لحى سود بلا سبال ... يصلحن للإضحاك لا الإجلال
كل اثيث نيته متعال ... لم يغد بالمسك ولا الغوالي
يرضى من الأدهان بالأبوال
القول في طباع الظباء
وهي ألوان تختلف بحسب مواضعها، فصنف منها يسمى الأرام وألوانها بيض ومساكنها الرمل، وهي أشدها حضرًا، وصنف يسمى العفر وألوانها حمر، وصنف منها يسمى الأدم وهي تسكن الجبال، وفي هذا النوع أسرار الطبيعة أنه ما يرى ذا روح إلا ويعلم ما يريد منه خير أو شر، وإذا فقد الماء استنشق الهواء فاعتاض به عنه، وإذا طلب لم يجهد نفسه في حضره من أول وهلة وإذا رأى طالبه قد قرب منه زاد في الحضر حتى يفوت الطالب، وهو يخضم الحنضل حتى يرى ماؤه يسيل من شدقيه، ويرد البحر فيشرب منه الماء الأجاج كما تغمس الشاة لحييها في الماء العذب لطلب النوى المنقع فيه وهو لا يدخل كناسه إلا مستديرًا يستقبل بعينيه ما يخافه على نفسه وله نومتان في مكنسين، مكنس الضحى، ومكنس العشي، وإذا أسن الضبي ونبت لقرونه شعب نتج وإذا هزل أبيض وهو شيج النساء لا يسمح بالمشي فإذا أراد فأنما النقز والوثب، ورفع القوائم معًا كما يفعل الغراب فهو أبدًا يحجل كما يحجل المقيد، وليس له حضر في الجبال، ويصاد بنار توقد له فيذهل لها لا سيما إذا أضيف إلى ذلك تحريك أجراس، فإنه ينخذل، ويرقد ويصاد بالعطش الشديد بأن يجعلوا بينه وبين الماء فينخذل، ولا يبقى به حراك البتة، وبين الظباء والحجل ألفة، ومحبة والحذاق في الصيد يصيدون بعضها ببعض، ويوصف بحدة البصر، ويسمى باليونانية اسمًا معناه النظارة والبصرة
فصل
1 / 45