Ma'alim Fi Al-Suluk Wa Tazkiyat Al-Nafs
معالم في السلوك وتزكية النفوس
प्रकाशक
دار الوطن
संस्करण संख्या
الأولى ١٤١٤هـ
शैलियों
عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله ﷺ: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا " (١) .
بل إن الرحمة بالخلق والتمسك بالحق خصلة من خصال الأنبياء كما هو ظاهر في قصصهم ﵈، ومثال ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود ﵁ حيث قال: كأني انظر إلى النبي ﷺ يحكى نبيًا من أنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (٢) .
ولقد سار سلف الأمة على ذلك، فهذا أبو أمامة الباهلي ﵁ يقول الحق ويرحم الخلق ن فإنه لما رأى سبعين رأسًا من الخوارج وقد جزت تلك الرؤوس ونُصبت على درج دمشق، فقال ﵁ إعلامًا بالحق: سبحان الله، ما يصنع الشيطان ببني آدم، كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء.
ثم بكى قائلًا: بكيت ُ رحمة لهم حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام (٣) . ١
وكان أويس القرني – ﵀ – إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضْل من الطعام والشراب، ثم يقول: اللهم من مات جوعًا فلا تؤخذني به، ومن مات عريانًا فلا تؤاخذني به (٤) .
وكان عمر بن عبد العزيز – ﵀ – يقول: يا ليتني عملتُ فيكم بكتاب الله وعملتم به ن فكلما عملت فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شئ منها خروج نفسي (٥) .
_________
(١) أخرجه البخاري،ك بدء الخلق، ح (٣٢٣١)، ومسلم ن ك الجهاد ح (١٧٩٥) .
(٢) أخرجه البخاري ك بدء الخلق،ح (٣٢٣١)، ومسلم، ك الجهاد ح (١٧٩٥) .د
(٣) أنظر تفصيل ك أحاديث الأنبياء (٣٤٧٧)، ومسلم ح (١٧٩٢)
(٤) صفة الصفوة ٣/ ٥٤.
(٥) انظر جامع العلوم والحكم ١/ ٢٢٣.
1 / 53