Ma'alim Fi Al-Suluk Wa Tazkiyat Al-Nafs
معالم في السلوك وتزكية النفوس
प्रकाशक
دار الوطن
संस्करण संख्या
الأولى ١٤١٤هـ
शैलियों
قائلها، فإن قصد معنى صحيحًا قُبل مع مراعاة التعبير عنه بألفاظ النصوص الشرعية، وإن قصد معنى فاسدًا ردَّ. وإليك أقوال بعض الأئمة في هذه المسألة:
يقول ابن تيمية: " لفظ الفقر (١) والتصوف قد أُدخل فيها أمور يحبها الله ورسوله، فتلك يؤمر بها وإن سميت فقرًا أو تصوفًا، لأن الكتاب والسنة إذا دلّ على استحبابها لم يخرج عن ذلك بأن تسمى باسم آخر، كما يدخل في ذلك أعمال القلوب كالتوبة والصبر والشكر والرضا..، وقد أدخل فيها أمور يكرهها الله ورسوله ن كما يدخل فيه بعضهم نوعًا من الحلول والاتحاد، وآخرون نوعًا من الرهبانية المبتدعة في الإسلام..
فهذا وأمثاله من البدع والضلالات يوجد في المنتسبين إلى طريق الفقر كما يوجد في المنتسبين إلى العلم أنواع من البدع في الاعتقاد والكلام المخالف للكتاب والسنة والتقيد بألفاظ واصطلاحات لا أصل لها في الشريعة
والمؤمن الكيس يوافق كل قوم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة وأطاعوا فيه الله ورسوله، ولا يوافقهم فيما خالفوا فيه الكتاب والسنة ن أو عصوا فيه الله ورسوله.. " (٢) .
ويقول ابن القيم: " أعلم أن في لسان القوم (٣١) من الاستعارات، وإطلاق العام وإرادة الخاص، وإطلاق اللفظ وإرادة إشارته دون حقيقة معناه ما ليس في لسان أحد من الطوائف غيرهم، ولهذا يقولون نحن أصحاب إشارة لا أصحاب عبارة، وقد يطلقون العبارة التي يطلقها الملحد، ويريدون بها معنى لا فساد فيه،
_________
(١) الفقر – في الكتاب والسنة – ما يقابل الغنى، والمراد به هاهنا الزهد والتصوف. انظر: مجموع الفتاوى ١١ / ٢.، ٢١، ٢٧، ومد ارج السالكين ٢/ ٤٣٨
(٢) مجموع الفتاوى ١١/٢٨، ٢٩ –باختصار.
(٣) يعني أرباب السلوك والإدارة والتصوف.
1 / 33