मा लाम युन्सर मिन किताब अल-अवराक
ما لم ينشر من كتاب الأوراق
शैलियों
فشغب رفقاؤه الذين كان في جملتهم، فطلبوا هارون ليقتلوه، وكانوا نحو مائة، وشكوه فلما أعوزهم أمره خرجوا بأجمعهم فصاروا إلى ابن أبي الساج، وكان السلطان قد بعث إلى ابن أبى الساج برشيق الخرامي (1) ختن نصر الحاجب [رسولا ليصرفه عن مذهبه] (2) فحبسه ومنعه أن يكتب كتابا، فورد كتابه في صفر أنه أطلقه، وتقدم في هدايا كثيرة ومال يحمله معه.
~~وورد الخبر بأن رجلا من الطالبيين انضم إلى جماعة من الأعراب، من بينهم رجل يقال له محرز بن رباح، وكان سبب اجتماعهم أنه اتصل بهم خبر مال حمل في ثلاث شذوات (2) من مال فارس والأهواز والبصرة، ومبلغه ثلاثمائة ألف دينار، فكمنوا في بعض الطريق ففطن لهم أصحاب [95 ب] الشذواته فأفلتت واحدة، فصاعدت، رجعت اثنتان إلى البصرة، فلم يظفروا بشيء، فصاروا إلى عقر واسط، فأوقعوا بأهله وأحرقوا مسجده واستباحوا الحرم. وبلغ حامد بن العباس خبرهم، وكان يتقلد الخراج والضياع بلكسكر» وكور دجلة وما اتصل منهم، فوجه محمد بن يوسف المعروف بخزري، كان يتقلد معونة واسط، وضم إليه غلمانه، وفرضا فرضه، وكان قد كتب إلى السلطان بالخبر، فأمده بلؤلؤ الطولوني، فلم يبلغ لؤلؤ إليه حتى قتل الطالبي ومحرز بن رباح وأكثر الأعراب، وأسر منهم نحو مائة أعرابي، وكتب حامد بالفتح وأدخل الأسارى في جمادى الأولى، فألبسوا البرانس، وشهروا على الجمال، ورفعت رؤوس من قتل منهم على الجمال، وزعموا أن منهم قوما براء، فردوا إلى حامد ليطلق البراء ويقتل السقيم، فقتلهم وصلبهم على الجسر بواسط.
~~وفي هذه السنة في جمادى الأولى ورد الخبر بأن الروم ظفرت [96 ا] بقوم غزاة خرجوا من طرسوس، وظفرت طائفة منهم أخرى بخلق من أهل مرعش وسميساط فسبوا نحو خمسين ألفا، وعظم الأمر على المسلمين، حتى وجه السلطان بمال ورجال، فكانت على الروم بعد ذلك وقعات كثيرة.
~~وفيها عظم أمر الحسين بن حمدان فوافى الموصل فأنفذ إليه السلطان أبا مسلم رائقا، وكان أسن الغلمان المعتضدية وأعلاهم رتبة، وكان ما علمته حسن العقل، حسن الديانة والصيانة، فشخص ومعه وجوه القواد والغلمان، فحارب الحسين بن حمدان، وجيشه يجوز عشرة ألف فارس، وصال عسكر رائق في يوم من الأيام فعتل من قواده جماعة منهم الحسين بن محمد بن أبا التركي، وكان فارسا شجاعا مقدما، وأبو شيخ ختن ابن أبي مسعر الأرمني، ووجه الحسين بن
पृष्ठ 103