मा लाम युन्सर मिन किताब अल-अवराक
ما لم ينشر من كتاب الأوراق
शैलियों
إلى باب غريب الخال وعليه دراعة، وخف أحمر وسيف بحمائل قد تقلد به حليته حديد نظيفه، راكبث فرسا، ومعه غلام، قاستأذن عليه فمنعه الحاجب فانتهره وأغلظ له، ونزل فدخل ودفع الفرس إلى غلامه ومضى به، ودخل حتى جلس إلى جانب الخال وسلم بغير [88 ا ] الإمرة .
~~فلما رأى الخال ما كان منه قال : ما تقول أعرلك الله؟ قال : أنا رجل من ولد علي بن أبى طالب - عل - ، وعندي نصيحة لأمير المؤمنين - أعزه الله - لا يتهيأ لي أن يسمعها أحد غيره، وأحتاج إلى مشافهته بها، وهي من المهم الذي [إن] (1) تأخر وصولي إليه ووقوفه عليه حدث أمر عظيم. فدخل الحاجب فأعلم بذلك المقتدر بالله، والسيدة فوجها إلى على بن عيسى، فوافى الدار، فحمله الخال إلى الدار، واجتهد الوزير ونصر الحاجب والخال به أن يعرفهم النصيحة ما هي فأبى، فأدخل إلى الخليفة يوم السبت لتسع خلون من ذي القعدة، وأخذ سيفه وأدني منه، وتنحى الغلمان والخدم، فأخبر المقتدر بالله بشيء لم يقف عليه أحد، فأمر المقتدر الخال بالانصراف به إلى منزله، وإقامة النزل له، وأن يخلع عليه ما يلبسه ويوكل به جدما يخدمونه وأمر المقتدر بالله أن يحضر ابن طومار نقيب الطالبيين حتى يعرفوا صحة ما قال ، [ 88 ب] لأنه زعم أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى بن الرضا، والحسن عند الناس لم يعقب، وطائفة قالت إنه أعقب، فدخلوا إليه وهو على برذعة طبري مرتفعة، فما قام إلى أحد منهم، فسأله محمد بن أحمد بن طومار عن نسبه فعرفه أنه محمد بن الحسن (2) بن على بن موسى الرضا فقال: الحسن لم يعقب، ونالت الناس حيرة عظيمة في أمره وإقدامه.
~~فقال ابن طومار: هذا يزعم أنه قدم من البادية وسيفه جديد الحلية والصنعة، فابعثوا إلى باب الطاق فاسألوا عن صانعه، وعن النصل لمن كان ولم بيع؟ فبعث السيف إلى أصحاب السيف بباب الطاق، فعرفوه وأحضروا رجلا ابتعاه من صيقل هناك، فقيل له : لمن ابتعت هذا السيف فقال : لرجل يعرف بابن الضبعي كان أبوه في ناحية ابن الفرات، وتقلد له المظالم بحلب.
~~فأحضر الضبعي الشيخ وجمع بينه وبين هذا المدعي، فاعترف أنه ابنه، وخلط المدعي واضطرب، وبكى أبوه بين يدي علي بن عيسى، فرحمه، ووعده أن يستوهب [89 أ] عقوبته، ويحبسه أو ينفيه، ورق له ووعده. وضج بنو هاشم وقالوا: حق هذا أن يشهر بين الناس، وأن يعاقب أشد عقوبة، وسكتوا وانصرفوا، ورد الدعي إلى محبسه ثم حمل وشهر في الجانبين في يوم التروية، ويوم عرفة، ثم حبس في حبس المصريين في الجانب الغربي.
पृष्ठ 97