135

قثبله على لسان إسحاق إلى كل واحد منهم بصلة وأعامهم أنها دارة ( لهم فى كل سنة، وأمره بكتمان ذلك، وأعلمه أنه خصه بالصلة دون سائر نظرائه . فسكن عن إسحاق تعنت(2) القوم ، وأخذوا على أبدى سفهائهم . وبلغ إسحاق عنهم من جميل الذكر ضد ما كان يبلغه . حتى إذا علم المأمون أن ذلك قد ظهر خه لإسحاق قال له : يا إسحاق، ما حال جيرانك؟ قال : يا أمير المؤمنين حالوا عما كانوا عليه(3)، وحسن قولهم وأمنت على دارى منهم . قال المأمون : با إسحاق ، هذا بما لم يبلغه رأيك ، فإنى قد بعثت على لسانك من وصلهم ، فاجعل هذه الصلة لهم فى كل سنة من مالك . فإنما أنتم بشر ، وإذا استأثرتم على نظرائكم أفسدتم قلوبهم ، فآسوا الناس تصف لكم نياتهم .

حكى المدائنى أن فتيين كانا يتنادمان ، ولكل واحد منهما امرأة ، فأرسلت اعرأة أحدهما إلى صديق زوجها تدعوه إلى نفسها ؛ فأبى ذلك عليها المحافظة منه على صاحبه . فألحت ؛ فلما أبى، أرسلت إليه مع مولاه : لئن لم يفعل ريجيبها إلى ما دعته إليه لتقولن لزوجها إنه قد راودها عن نفسها ، وإنها امتنعت منه . فأحب الرجل أن يحتال لها يحيلة لا يخون صاحبه معها ، ولا يلجىء المرأة إلى ان تتقول غليه ماتهددته به . فأرسل إليها ، إذا ما أبيت(4) وكان هذا منك الجد، فأنا والله أعشق لك منك لى ، وما كان يمنعنى من طلبك إلا مخافة أن لا تجيبينى ، وأن تنى على عند زوجك . وليس لى منزل نحتمل دخولك لا أثق بأحد ، وليس منزلى بأجمل لك وأجدر أن يمكننا الاجتماع فيه من

पृष्ठ 135