وحمير لأربعة آلاف على الخيل وجه ، وأما الجحد لأنسابنا فإن هذا لاينكتم والقتل خير منه ، ولكن دعوتى وإياه . قالوا : شأنك .
فحرك دابته ، فلما بلغ عسكر العكتى فسأل عنه فخبر به فلقيه ، فقال له : عندى نصيحة ، فأخلني. نخلا يه . فقال : إن الكذب شرما استعمل ، وهذه بنو العباس خلفى ، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سيملكون ، فوالله لو لم يبق منهم إلا واحد لملك . ومنا قوم بالعراق وقوم بالحجاز ، فإن صفحت جزاك الله خيرا ( أولا) وجازيناك بعده (ثانيا) ، وإن لم تصفح فها هم أولاء ولا يد بينك وبينهم إلا يد الله . قال العكى : لا والله ما كنت لأخلفرسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله بالقتل ، فامض إلى أصحابك آمنا وهم أمنون . وقال لأصحابه : إن هذا الرجل خبرنى أن بنى العباس أخذوا فى طريق غير هذا الطريق ، فامضوا بنا نعارضهم ، فصرف أعنة خيله . فلما ولى بنو العباس الأمر بلغوا بالعكى مبلغا جميلا .
وحكى أن إسحاق بن إبراهم الطاهرى شكا إلى المأمون أن قوما من جيرته من مشايخ الحربية(1) لا يزالون يثبون على غلمانه وأتباعه ، فينالونهم بالشتم والضرب والاستخفاف . وإنه ربما مر بهم فسمع الشتم والتنقص منهم . ويسأل المأمون أن يطلق له الانتصار منهم . فقال له المأمون : هؤلاء أهل مدينة السلام وأبناء الدولة فلا تعاودنى فى شىء من أمرهم ، واحتمل ما يكون منهم حتى ابتدئك بالمسألة عنهم وآمرك فيهم بما يصلح أمرك .
فأمسك إسحاق ، وبعث المأمون إلى جيران إسحاق من سألهم سرا ، وكتب منهم كل بذىء متسرع من مشايخ أهل خراسان. ثم بعث ثقة من
पृष्ठ 134