19

लुबाब फि उलूम किताब

اللباب في علوم الكتاب

संपादक

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

प्रकाशक

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

संस्करण संख्या

الأولى، 1419 هـ -1998م

وقوله تعالى: {فضرب الرقاب} [محمد: 4] .

هذا إذا جعلنا في " ضربا " ضميرا مستترا؛ وأما من يقول من النحويين: إنه لا يتحمل ضميرا ألبتة؛ فلا يكون من المسألة في شيء.

والضابط فيما يجب استتاره، وإن عرف من تعداد الصور المتقدمة - " أن كل ضمير لا يحل محله ظاهر، ولا ضمير متصل، فهو واجب الاستتار كالمواضع المتقدمة ، وما جاز أن يحل محله ظاهر، فهو جائز الاستتار؛ نحو: " زيد قام " في " قام " ضمير جائز الاستتار، ويحل محله الظاهر؛ نحو: " زيد قام أبوه " أو الضمير المنفصل، نحو: " زيد ما قام إلا هو " فإن وجد من لسانهم في أحد المواضع المتقدمة، الواجب فيها الاستتار ضمير منفصل، فليعتقد كونه توكيدا للضمير المستتر؛ كقوله تعالى: {اسكن أنت وزوجك الجنة} [البقرة: 35] ف " أنت " مؤكد لفاعل " اسكن ".

و" بالله " جار ومجرور، وكذلك: " من الشيطان " وهما متعلقان ب " أعوذ ".

ومعنى الباء: الاستعانة، و " من ": للتعليل، أي: أعوذ مستعينا بالله من أجل الشيطان، ويجوز أن تكون " من " لابتداء الغاية، ولها معان أخر ستأتي إن شاء الله تعالى.

وأما الكلام على الجلالة، فيأتي في البسملة إن شاء الله تعالى.

والشيطان: المتمرد من الجن، وقيل: الشياطين أقوى من الجن، والمردة أقوى من الشياطين، والعفريت أقوى من المردة، والعفاريت أقواها.

وقال أبو عبيدة - رحمه الله -: الشيطان: اسم لكل عارم من الجن، والإنس، والحيوانات؛ [لبعده] من الرشاد قال تبارك وتعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن} [الأنعام: 112] ، فجعل من الإنس شياطين.

पृष्ठ 96