فقال وهو يخلع جاكتته ويرمي بها إلى جانبه، كاشفا عن قميص طحيني متلبد بالعرق والغبار: قضت الحكمة بأن أتركها رغم حاجتي إليها، سيجدونها ويردونها إلى صاحبها كما ينبغي لحكومة تتحيز لبعض اللصوص دون البعض!
فسألته في قلق: ماذا فعلت بها أمس؟ - لا شيء البتة في الحقيقة، وستعلمين كل شيء في حينه.
ونظر نحو النافذة وهو يتنفس في عمق قائلا: جهة بحرية فيما أظن، هواء لطيف حقا! - خلاء حتى باب النصر، هنا القراقة!
فابتسم قائلا: لذلك فهواؤها غير فاسد!
تنظر إليك بنهم، وأنت تمتعض ضجرا، وبدل العزاء تتذكر طعنة في الكبرياء، وقالت نور راجعة إلى أفكارها الأولى: انتظرت طويلا على السلم، أنا آسفة جدا!
فامتحنها بنظرة غامضة، وهو يقول: سأنزل ضيفا عندك لأجل طويل!
فارتفع رأسها ابتهاجا وهي تقول: امكث طول العمر إن شئت!
فأومأ إلى النافذة وهو يقول باسما: حتى أنتقل إلى الجيران!
وبدا أنها لم تسمعه لتفكير لاح في عينيها، ثم تساءلت: وأهلك، ألا يسألون عنك؟
فأجاب وهو ينظر إلى حذائه المطاط: لا أهل لي! - أعني زوجتك؟
अज्ञात पृष्ठ