بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أجرى بجملته مقادير الأمور، ودبر السماوات والأرضين على ممر الدهور، أحمده حمدا كثيرا، وأشكره شكرا خطيرا في العشايا والبكور، أشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وهو عدل في فضائله لا يجور، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، شفيع العصاة يوم النشور، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما أضاء النهار وأظلم الديجور(1).
أما بعد:
إخواني وخلاني تفكروا في خلق الله وتدبروا في آيات الله: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}(2) والشعور، انظروا إلى سرعة انقضاء الزمان وفناء الدهور، ما من لمحة تمضي إلا وتكثر فيها ذنوبكم وفي عمركم قصور، إن الدنيا خلقت لكم وأنتم خلقتم للآخرة، {كل شيء هالك إلا وجهه}(3)، له الملك، وإليه ترجع الأمور.
पृष्ठ 49