فيا أيها الغافل مالك وهذه الشدائد ستمر عليك وهي أدهى وأمر، فهل لك عليها مصطبر؟! أم أنت أقسى من الحجر! فإن الحجر! ينشق من خشية ربه ويتفجر منه النهر، ويلين جسمه ويتأثر، وأنت تعلم ما تعلم وتسمع ما تسمع ولا يلين قلبك ولا يتأثر، أصم في أذنك أم عمى في البصر.
اللهم يا رحمن يا خالق القوي والقدر، ارحمنا واعف عنا وسامحنا ونجنا من الفزع الأكبر، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {كلا لا وزر، إلى ربك يومئذ المستقر، ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر}(1) .
الخطبة الأولى للجمعة الرابعة من شهر ربيع الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير الوهاب، الغفور العظيم التواب، أشهد أنه لا إله إلا هو مالك الأمم والرقاب، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله الذي أوتي الحكمة وفصل الخطاب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الحساب.
وبعد:
पृष्ठ 46