وقفت أمام الكنكة حتى بدأت التيارات تتدافع في جوانبها، وتتجمع صاعدة إلى أن بلغت درجة الغليان، فانفجرت من عقالها، وأوشكت أن تجتاح الحافة، وتسيل من فوقها.
أبعدتها بسرعة عن النار، وأطفأت الموقد، ثم وضعت فنجانين بالقرب منها.
وكنت أشعر - لأول مرة منذ زمن بعيد - بفيض من القوة والراحة يسري في أطرافي، ويجتاح كل كياني.
الفصل الخامس
في هذه المرة كانت اللجنة مجتمعة عندما وصلت في موعدي، وأدخلني الحارس العجوز على الفور .
وجدت أعضاءها - فيما عدا القصير بطبيعة الحال - يجلسون خلف الطاولة التي وضعت بعرض القاعة، بنفس الترتيب الذي رأيتهم عليه في المرة السابقة، يتوسطهم العجوز المتهالك، ضعيف السمع والبصر.
ولفت نظري جو الحداد المخيم الذي تجلى في الشارات السوداء المشبوكة في ياقات ستراتهم، وأكاليل الزهور المصفوفة على جانبي القاعة، تحيط بكل منها لفافة من القماش الأسود اللامع، وتعلوها بطاقة عريضة باسم مرسلها، في حروف بارزة.
جعل أعضاء اللجنة يتفرسون في، وهم يقلبون بين أوراق الملفات الموضوعة أمامهم، بينما كنت أطالع في فضول أسماء المعزين، وتبينت في مقدمتها الرئيس الأمريكي كارتر، والسيدة الأولى زوجته، ونائبه والتر مونديل، ومستشاره للأمن القومي برجينسكي. كما قرأت أسماء المستشار السابق كيسنجر، وعددا من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة مثل نيكسون وفورد، بالإضافة إلى روكفلر وروتشيلد، ورئيس البنك الدولي ماكنمارا، ومديري البنوك العالمية ورؤساء «الكوكاكولا» وشركات الأسلحة واللبان (العلكة)، والأدوية والسجائر والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والبترول، ورؤساء فرنسا وألمانيا الغربية وإنجلترا وبلجيكا وإيطاليا والنمسا، ومرسيدس وبيجو وفيات وبدفورد وبوينج، وإمبراطور اليابان.
ولم أجد صعوبة في العثور على أسماء رئيس الوزراء الإسرائيلي بيجن، ووزيريه دايان ووايزمان، ورؤساء الحكومات العسكرية في تشيلي وتركيا وباكستان وإندونيسيا والفلبين وبوليفيا، ورئيس زائير موبوتو، والملوك والرؤساء العرب، وأفراد أسرة شاه إيران السابق، وماما دوك السيدة الأولى في جزر تاهيتي، ورؤساء الصين الشعبية ورومانيا وكوريا الجنوبية، وقادة الشعب الأسترالي.
وكان ثمة أسماء كثيرة من الشخصيات اللامعة في العالم العربي، من رؤساء للأحزاب القائدة، وكبار المسئولين عن الأمن والإعلام والدفاع والتخطيط والتعمير، وعملاء الشركات الأجنبية، فضلا عن ألمع «الدكاترة»، وبينهم مواطني المعروف.
अज्ञात पृष्ठ