بللت شفتي بلساني، ثم استجمعت قوتي في محاولة أخيرة، فانطلقت أقول: «وأحب أن أصارحكم، أيها السيدات والسادة، بشيء آخر له أهمية خاصة؛ فقد كشفت لي الدراسة التي قمت بها عن عديد من العلاقات والارتباطات الخفية بين مجموعة من الظواهر المتنوعة والغريبة. وأعتقد أني قادر، في وقت قريب للغاية، على أن أميط اللثام عن بعض الألغاز والفوازير التي حيرت الكثيرين حتى الآن.»
بدا عليهم الاهتمام فجأة، فأضفت في صوت حاولت أن أضمنه كل ما أملك من رقة ولطف: «إني واثق أنكم من السماحة وسعة الصدر بحيث تتيحون لي مواصلة العمل الذي بدأته.»
تكلم الرجل الأشقر في لهجة صارمة: «نحن لا نرغمك على شيء، فأنت حر في الأمر.»
وتطلع إلى ساعة يده وهو يفكر بعمق، ثم أضاف: «سننصرف الآن؛ فلا يمكننا البقاء أكثر من ذلك، وسيبقى رفيقنا (وأشار إلى زميله القصير) معك إلى أن تنتهي إلى قرار.»
مد يده فتناول لوحة الرئيس كارتر، وجمع الرجل القصير البطاقات التي تضم مقال المجلة الأمريكية، والكراس الأصلي الذي نقلت عنه، وقدمها إلى زميله الأشقر فأخذها في صمت، ولم أجرؤ على الاعتراض.
اتجه الأشقر إلى باب الغرفة، وتبعه بقية الأعضاء، بينما ظل القصير جالسا إلى مكتبي. وعندما أردت مرافقتهم أشار لي أن أبقى في مكاني.
قلت محتجا: «أخشى أن يتعثروا في الظلام؛ فالدرج بلا نور، كما لعلك لاحظت، وبوسعي أن أعاونهم بمشعلي الكهربائي.»
أجابني في قحة: «معهم مشاعلهم وليسوا في حاجة إلى معاونتك.»
أنصت لوقع أقدامهم فوق الدرج، ولصوت الباب الخارجي عندما أغلقه آخر من خرج منهم، بينما كنت أتأمل الوجه القبيح الذي بقي معي، وقد هبط علي إدراك مفاجئ بأني وقعت أخيرا في يده.
لكني شعرت في نفس الوقت أن المحنة المقبلة - التي سيتوقف عليها مصيري - ستكون فاصلة في شأنه هو الآخر.
अज्ञात पृष्ठ