============================================================
صلوات الله عليه * من أحب أن يعرف محبنا من مبغضنا فلينظر إلى أهل مودته فانه لا يجتمع حبنا وحب عدونا فى قلب مؤمن، وقد قدمت فى هذا الكتاب مايجب على العباد من محبة أولياء الله ، وإخلاص القلوب واعتقاد الضمائر والنيات ، فعلى ذلك ينبغى أن يكونوا وعلى ما ذكرناه فى هذا الباب من البراءة من أعدائهم واعتقاد عداوتهم ما داموا على النصب والعداوة لهم ، وترك مودتهم والميل والركون إليهم ، لقول الله جل ذكره ه ولا تركثوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار(1)، ، وأظلم الظالمين من تصب لأولياء الله وعاداهم .
وقدذكر أبو جعفر محمد بن على صلوات الله عليه شيعته فقال "شيعتنا من أنى البعداء ووالاهم على مودتنا ، وفارق الاهل والأقرباء فى عداوتنا؛ شيمتا من إذا رضينا رضى واذا سخطنا سخط وإذا خفناخاف وإذا أمنا أمن، شيعتنا من لا يوالى لنا عدوا ولا يعادى لنا وليا ، وهكذا تكونون يا أتباع أولياء الله المتدينين يامامتهم ، وميزوا الناس بقلوبكم وانتقدوهم واعليوا أن جميع الناس ثلاثة أصناف لا رابع لهم ، إلا أن أهل كل صنف منهم يتفاضلون ولا يدرك علم يميزهم حتى يكونوا أصنافا معروفين وعلى طبقات موصوفين ، لتفاوت الهمم والعقول والمعرقة والاعتقاد والأذهان عن هذا التحصيل ، فالطبقة الأولى أهل ولاية الاثمة على درجاتهم فى ذلك وطبقاتهم ومنازلهم ، والطبقة الثانية أهل عداوتهم على منازلهم فى العداوة وأحوالهم فى النصب، والطبقة الثالثة قوم مستضعفون مذبذبون بين ذلك كما قال الله عز وجل لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاه ، لا يعرفون حقا ولا ينكرون باطلا فأولثك "كالاتعام بل هم أضل سيلا (7) ، على أنهم مع ذلك أحسن حالا وان سامت أحوالهم من نصب العداوة لأولياء الله . فينبغى لمن ميز الناس وانتقدهم هذا الاتقاد ، وعرفهم هذه المعرقة أن ينزل كل امرىء منهم (1) مورة هود 11 /113 (3) الفرقان 1ه/44
पृष्ठ 84