============================================================
من أطاعنا فقد أطاع الله ومن عصانا فقد عصى الله سبقت طاعتنا عزيمة من الله إلى خلقه أنه لا يقبل من أحد عملا إلا بنا، فنحن باب الله وحجته وأمناؤه على خلقه، وحفظة سره ومستودع عليه، فالواجب على جميع العباد التقرب بالطاعة إلى أولياء الله والتزين بالأعمال الصالحة عندهم ، واتباع ما أمروابه ، واجتناب مانهواعنه، والعمل بمايرضيهم، ويزكو لديهم ويزلف به إليهم والخوف منهم ، إذ كان ذلك من القربات إلى الله جل ذكره، وقد وعد الله الخائفين منه جنته . وجاء فى الحديك أنه ه من لم يخف من الناس لم يخف من الله ، فهم الناس ههنا . كما قال (جعف) بن محمد صلوات الله عليه * نحن الناس المحسودون على ما أتانا الله من الإمامة وأحق الناس بالخوف من الاثمة من عرف مكانهم من الله م( قال) الله تعالى د إنما يخشى الله من عباده العلياء" (وقال) : * واتقون يا أولى الالباب ، وأحقهم بذلك منهم من قرب مكانه ودنت منزلته من أولياء الله وعظم لديه فضلهم واحسانهم كما أن الملائك [142] المقربين أعظم خوفا من الله وأشد اجتهادا وعبادة له من سائر الناس، وأكثر ما يحب الخوف على من فى يده شىء يخاف اتتزاعه منه كما جاء عن المسيح عليه السلام أن بعض الحواريين صحبه فى السياحة فرا فى مفازة فجعل ذلك الحوارى يكثر عليه ذكر الخوف من تلك المفازة ، فلا أكثر عليه من ذلك قال له المسيح عليه السلام أمعك شىء؟ . قال : نعم . وأخرج قطعة من ذهب فقال : ارمها، فرمى بها وسار فلم يقل شيئأ فليا تناسى ذلك قال عيسى ان هذا المكان يخاف فيه . قال الحوارى : وما معنا ياروح الله فتخاف .
فيلبغى لمن زاده الإمام منه قربا أن يزداد له تعظيما ومنه خوفا ، ولا يرى من تحفظ عند نفسه من السقوط وتعفف عن المحارم وتنزه عن الشبهات ورعى أمانته وعهده وبذل مجهوده إنه قد أمن فيطرح الخوف ويدع المراقبة فإن الهاون من رأس الخطايا وأن الملائكة الذين هم اكثر العباد خوفا من الله واجتهادا فى طاعته لا ذنوب لهم ولكنهم يخافونها على آنفسهم
पृष्ठ 81