الجبل إذا تجليت له فإنك ستراني من حيث ما في ذاتك من ثبوت الجبال يقال فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند الشدائد والأمور العظام ووايضاح ذلك أن الجبل ليس هو أكرم على الله تعالى من موسى، وإنما هو الكون خلق الأرض التي الجبل منها أكبر من خلق موسى الذي هو من الناس كما قال تعالى: (لخلق السمكوت والأرض أكبر من خلق الناس) [غافر: 57) . أي: فإذا كان الجبل الذي هو الأقوى صار دكأ عند التجلي فكيف اكون موسى من حيث جبليته الصغيرة يثبت لرؤيتي. وأطال في ذلك.
اوقال في الباب العاشر ومائتين: من أراد أن يعرف بغض الحق أو امحبته له فلينظر إلى حاله الذي هو عليه من اتباع رسول الله وأصحابه ووالأئمة المهتدين بعده فإن وجد نفسه على هديهم وأخلاقهم من الزهد والورع، وقيام الليل على الدوام وفعل جميع المأمورات الشرعية وترك جميع المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش وينشرح الحويل الدنيا ومناصبها وشهواتها عنه، فليعلم أن الله تعالى يحبه والا فليحكم بأن الله يبغضه والإنسان على نفسه بصيرة.
وقال في الباب الحادي عشر ومائتين في قوله تعالى: لا تدرص الأبصدر)* [الأنعام: 103] : ويحتمل ذلك وجهين: أحدهما: أنه نفى أن تدركه الأبصار على طريق التنبيه على الحقائق أي : على معنى أن المدرك له تعالى اليس هو الأبصار وإنما يدركه المبصرون بالأبصار. والوجه الثاني : لا تدركه الأبصار المقيدة بالجارحة لضعفها عن مقابلة النور الإلهي ولذلك قال الانور أنى أراه" لمن سأله هل رأيت ربك؟ يعني: بالبصر المقيد بالجارحة فعلم أن الأبصار إذا لم تتقيد بالجارحة أدركته تعالى بنوره الذي وقع فيه التشبيه بالمصباح لا بنورها المقيد الذي يقبل التشبيه . وأطال في ذلك.
وقال في الباب الثالث عشر ومائتين: ما ذكر الله تعالى قط أحد عن غفلة اجوارحه كلها لأن اللسان الذي هو المترجم قد ذكر وإنما الغفلة عن شعور الذاكر بأنه ذاكر فللذاكر باللسان أجر ذكر اللسان فهو أفضل من ترك الذكر جملة .
وقال في الباب السادس عشر ومائتين: من ارتفع حجابه رأى من ورايه
अज्ञात पृष्ठ