ووقال في الباب السابع : اعلم أن الإنسان آخر جنس موجود من العالم الكبير وآخر صنف من المولدات، قال: وأكمل الله تعالى خلق المولدات من الجمادات والنباتات والحيوانات بعد انتهاء خلق العالم الطبيعي بإحدى وسبعين ألف سنة ثم خلق الله تعالى الدنيا بعد أن انتهى من مدة خلق العالم الطبيعي بأربع وخمسين ألف سنة ثم خلق الآخرة أعني الجنة والنار بعد الدنيا بتسعة آلاف سنة ولهذا سميت آخرة لتأخر خلقها عن خلق الدنيا هذه المدة ووسميت الدنيا الأولى لأنها خلقت قبلها، ولم يجعل الله تعالى للجنة والنار أمدا ينتهي إليه بقاؤهما فلهما الدوام. قال: وخلق الله تعالى طينة آدم بعد أن ضى من عمر الدنيا سبع عشرة ألف سنة ومن عمر الآخرة التي لا نهاية لها في الدوام ثمانية آلاف سنة وأطال في ذلك.
وقال في الباب التاسع: كان الجان في الأرض قبل آدم بستين ألف اسنة. وقال: أول من سمي من الجن شيطانا وأول من عصى هو الحارث فأبلسه الله وأبعده وليس هو بأب للجن كما توهم إنما هو واحد منهم وهو أل الأشقياء من الجن كما أن قابيل أول الأشقياء من البشر.
ووقال في الباب الحادي عشر : بلغنا أنه وجد مكتوبا بالقلم الأول على الأهرام وأنها بنيت والنسر الطائر في الأسد وهو الآن في الجدي - يعني على أيام الشيخ محيي الدين - فاحسب ما بينهما تعرف تاريخ عمارتها انتهى وومعلوم أن النسر الطائر لا ينتقل من برج إلى غيره إلا بعد مضي ثلاثين ألف اسنة، قال الشيخ عبد الكريم الجيلي : وهو اليوم في الدلو فقد قطع نحو اعشرة أبراج ولا يتأتى ذلك إلا بعد ثلثمائة ألف سنة انتهى.
قلت: وسيأتي في الباب التسعين وثلاثمائة قول الشيخ: ولقد ذكر لنا في "التاريخ المتقدم" أن تاريخ أهرام مصر بنيت والنسر في الأسد وهو اليوم اعندنا في الجدي فاعمل حساب ذلك تقرب من علم تاريخ الأهرام فلم يذدر ابانيها ولم يدر أمرها على أن بانيها من الناس بالقطع. فإذا كان هذا عمر الأهرام فكيف أنت يا أخي بعمر الدنيا والله أعلم.
اوقال في الباب الثالث عشر: لم يتقدم خلق العرش من الملائكة أحد
अज्ञात पृष्ठ