139

ابهبؤلاء الذين أية بهم باسم الإيمان هم الذين آمنوا بالباطل، وكفروا بالله كما اقال تعالى: {وإن يشرك به تؤمنوا)* [غافر: 12]. فسمى المشرك مؤمنا وأطال في ذلك والله أعلم.

اوقال في الباب السابع والستين وثلاثمائة : اجتمعت روحي بعيسى عليه السلام، في السماء الثانية، وتبت على يديه وكان له بي عناية عظيمة فهو لا ايفل عن تربيتي إلى الآن . وأطال في ذكر ما وقع له معه وكذلك الأنبياء الذين في السموات، ثم قال: ولما اجتمعت بإبراهيم عليه السلام، قلت: يا أبت لم قلت: {بل فعله كبيرهم) [الأنبياء: 63]؟ قال: لأنهم قائلون بالكبرياء الحق على آلهتهم التي اتخذوها، فقلت له: فما إشارتك بقولك لهذا؟ فقال لي : أنت تعلمها فقلت له : إني أعلم أنها إشارة ابتداء وخبره احذوف يدل عليه قولك بل فعله كبيرهم فاسألوهم إقامة للحجة عليهم منهم فقال لي عليه السلام : "ما زدت على ما كان الأمر عليه" فقلت له : فما قولك في الأنوار الثلاثة؟ يعني : الكوكب، والقمر، والشمس أكان ذلك عن اعتقاد؟

فققال: لا إنما كان عن تعريف إقامة للحجة على القوم ألا ترى إلى قول الحق تعالى في كتابكم (وتلك حجتنا ءاتينها إنرهير على قومة) [الأنعام: 83] وما كان اعتقاد القوم في الإله إلا أنه نمرود بن كنعان لا تلك الأنوار. قال: اولم يكن القوم يعتقدون في النمرود أنه الإله الحق لأنهم إنما كانوا يعبدون الالهة التي نحتوها. وأطال في ذلك بكلام دقيق فليتأمل، ويحرر وقال في الباب الثامن والستين وثلاثمائة في قوله تعالى: (خلق المكوات والأرض يالحق* [الأنعام: 73] : اعلم أن جماعة من أهل الله غلطوا في هذا الحق المخلوق به وجعلوه عينا موجودة والحق أن الباء هنا بمعنى الام ولهذا قال تعالى في تمام الآية (وتعلى عما يثركوب) [النحل: 3] من أجل الباء فمعنى بالحق أي للحق فالباء هنا هي عين اللام في قوله تعالى (وما خلقت الجن وآلإس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56]. قال: وإيضاح ذلك أن الحق تعالى لا يخلق شيئا بشيء وإنما يخلق شيئا عند شيء وكل باء تفتضي الاستعانة والسببية، فهي لام فما خلق الله شيئا إلا للحق وهو أن يعبده ذلك الكبريت الأحمر / م10.

المخلوق على حسب ما يليق به، وأطال في ذلك فليتأمل.

अज्ञात पृष्ठ