272

खुलासत अथार

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

प्रकाशक

دار صادر

प्रकाशक स्थान

بيروت

وَمِنْهَا فِي الختام قَوْله
(أَلا كل سمح غَيْرك الْيَوْم بَاطِل ... لِأَنَّك فَرد للكمالات تجمع)
(وكل ثَنَا فِيك حق وَإِن علا ... وكل مديح فِي سواك مضيع)
وَاتفقَ أَنه سمع وَهُوَ محتضر رجلا يُنَادي على فَاكِهَة ودعوا من دنا رحيله فَقَالَ بديهًا
(يَا صَاح دَاعِي الْمنون وافى ... وَحل فِي حينا نُزُوله)
(وَهَا أَنا قد رحلت عَنْكُم ... فودعوا من دنا رحيله)
فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَألف بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة
الأديب أَحْمد بن كَمَال الدّين بن مرعي الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي العيثاوي الأديب الذكي النَّاظِم اللبيب كَانَ جيد الْفَهم حُلْو الْعبارَة فائق النّظم على حَدَاثَة سنه وغضارة عوده ولد بِدِمَشْق وَبهَا نَشأ وَقَرَأَ على وَالِده شَيْئا يَسِيرا من الْفِقْه وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وفنون الْأَدَب على عُلَمَاء عصره وَمَال بكليته نَحْو الْأَدَب فنظم الشّعْر الْمُبْدع ومدح غَالب أَعْيَان وقته واشتهر فَضله ونبل قدره ووقفت لَهُ من الشّعْر على هَذِه القصيدة كتبهَا جَوَابا لقصيدة أرسلها إِلَيْهِ أَبُو بكر الْعمريّ وألغزله فِيهَا فِي صندل وَهِي قَوْله
(يَا ناظم العقد الظريف ... بقريضك الْحسن اللَّطِيف)
(بيراعك الصفحات تزهو ... بِالْعُقُودِ وبالشنوف)
(وبفكرك الْوَقَّاد تهزء ... بالظريف وبالعفيف)
(كم عين نقدك أظهرت ... بفصاحة خافي الزُّيُوف)
(أَنْت المجلى كم بِطرف ... الطّرف جلت على الصُّفُوف)
(وَيْح المجاري لم يكن ... من دأبه غير الْوُقُوف)
(يَا من يفوق الشَّمْس بالْحسنِ ... المصون عَن الْكُسُوف)
(الْبَدْر عِنْد كَمَاله ... بِالنَّقْصِ حط وبالخسوف)
(هَل ذَا النظام حديقة ... تزهو بتذليل القطوف)
(أم ذَاك للصادي النمير ... أَتَاهُ فِي حر المصيف)
(أم ذَا الحبيب موايتًا ... كرما يوعد للدنيف)
(أم ذَات حسن أَقبلت ... تجلى مخضبة الكفوف)
(لَا بل دَوَاء متيم ... لَا زَالَ ذَا جسم نحيف)

1 / 273