खिताब व तघैयुर इज्तिमाई
الخطاب والتغير الاجتماعي
शैलियों
وبعض الأمثلة التوضيحية التي استخدمتها عاليه «أطلقت الشرطة النار على 100 متظاهر» و«مات 100 متظاهر» و«موت 100 متظاهر» تدل على إمكان وجود مغزى سياسي وأيديولوجي لاختيار نمط العملية. فنجد على سبيل المثال أن إحدى القضايا ذات الأهمية الدائمة تتمثل فيما إذا كانت تقارير أجهزة الإعلام عن الأحداث المهمة تصرح بالفاعل، وبالعلية وبالمسئولية أم تتركها غامضة. وتصور الأمثلة الواردة أعلاه فئة معينة من الأحداث التي تبرز فيها هذه القضية باستمرار، وهي قضية العنف والعنف المؤدي إلى الموت. وهكذا يبين «ترو » (1979م) أن التوجه السياسي لإحدى الصحف يحدد اختيار أنماط العمليات الخاصة بالدلالة على حالات الموت أثناء المظاهرات السياسية في جنوب أفريقيا، ومن ثم يحدد إذا ما كانت المسئولية عن هذه الحالات منسوبة إلى فاعل صريح وهوية هذا الفاعل. وعلى غرار ذلك أن الحروب والبطالة والتدهور الصناعي والحوادث الصناعية يشار إليها أحيانا باعتبارها مجرد أحداث تقع وحسب، ويشار إليها في أحيان أخرى باعتبارها أفعالا لها فواعل، وقد تكون هذه البدائل مجالا للصراع السياسي والأيديولوجي. ويصدق هذا نفسه على دلالة العمليات الخاصة بالرعاية السابقة للوضع في المثال السابق، وقضية اعتبار الحوامل فواعل لأفعال معينة أم مجرد أهداف للأفعال.
وليس الشكل النحوي للعبارة دليلا مباشرا على نمط العملية فيها، إذ توجد، على سبيل المثال، حالات يصفها هاليداي ب «الاستعارة النحوية» (1985م، الفصل العاشر)، حيث يتخذ نمط عملية معينة صورة التحقيق النحوي الذي يميز غيرها. وفيما يلي مقتطفات من تقرير نشرته صحيفة «ذا مورننج ستار» (أي نجم الصباح) وهي صحيفة شيوعية بريطانية: «مظاهرات كبيرة تدعم الكفاح في سبيل مرفق الصحة» (عنوان)؛ «تظاهر عمال مرفق الصحة وعقدوا اجتماعات، وقاموا بمسيرات وإضرابات، ووزعوا المنشورات وقدموا التماسات»؛ «هوجم البرلمان بالمئات من أبناء الشمال». هذه فيما يبدو جمل «فعلية» توحي إيحاء قويا بالنشاط الهادف، فالأولى والثالثة جمل «متعدية» (فاعل - فعل - مفعول به)، وهي الصورة المعتادة لتحقيق الفعل الموجه، ولكننا قد نرى أنهما من البدائل الاستعارية لما يلي، مثلا «قامت أعداد كبيرة من الأشخاص بمظاهرات، الأمر الذي ساعد المكافحين في سبيل تقديم الخدمات الصحية»، و«قام المئات من أبناء الشمال بمخاطبة أعضاء البرلمان لاكتساب تأييدهم». وأما الجملة الثانية فتتكون فيما يبدو من عبارات «فعلية» غير موجهة، ولكنها يمكن أن تعتبر استعارية (أي بدائل لعبارة «شاركوا في مظاهرات»، و«عقدوا اجتماعات» ... إلخ) وفي هذه الحالة نجد دافعا واضحا للاستعارة النحوية في الموقف السياسي للصحيفة.
ومن المتغيرات الإضافية في عبارات الفعل الموجه قضية البناء للمعلوم أو للمجهول (كويرك وآخرون، 1972م، 801-811؛ هاليداي، 1985م، الفصل الخامس)، ففي الجملة المبنية للمجهول يصبح المفعول به نائب فاعل، وأما الفاعل فإما يتأخر بحيث يعتبر «فاعلا سلبيا» (في عبارة مثل «من جانب») أو يحذف تماما (وفيما يلي أمثلة للمبني للمجهول من
كتاب الطفل ، يذكر فيها الفاعل أو لا يذكر: «والرعاية السابقة للوضع سوف تقدم إما من جانب المستشفى المحلي أو من جانب الطبيب الممارس العام»، وعبارة «سوف يقاس طولك»). والمبني للمعلوم يمثل الخيار «غير المميز»، أي الشكل الذي يقع عليه الاختيار عندما لا تتوافر أسباب محددة لاختيار المبني للمجهول. ولاختيار المبني للمجهول دوافع منوعة، من بينها أن هذه الصيغة تسمح بحذف الفاعل، وإن كان لهذا الحذف نفسه أكثر من دافع، فقد يكون أوضح من أن يذكر، وقد لا تكون له أهمية، وقد يكون مجهولا. وقد يوجد سبب سياسي أو أيديولوجي لاستخدام المبني للمجهول مع حذف الفاعل، وهو تعمية الفاعل ومن ثم تعمية العلية والمسئولية، قارن عبارة «أطلقت الشرطة النار على 100 متظاهر فقتلتهم» بعبارة «قتل 100 متظاهر». وصيغت المبني للمجهول (باللغة الإنجليزية) تحول الهدف/المفعول به إلى ثيمة/مبتدأ في مستهل العبارة، وهو ما يعني عادة تقديمه باعتباره «معروفا» أي شيئا مسلما بوجوده؛ والصيغة (الإنجليزية) نفسها تحول الفاعل، إذ لم يحذف، إلى الموقع البارز في آخر الجملة؛ حيث عادة ما نصادف معلومات جديدة، فعلى سبيل المثال، نجد في عبارة «إن الرعاية السابقة للوضع سوف تقدم من جانب المستشفى المحلي أو من جانب الطبيب الممارس العام» أن «الرعاية السابقة للوضع» شيء مسلم بوجوده - فالمقتطف كله يدور حوله - وأن المعلومات الجديدة تتعلق بمن سوف يقدم هذا الشيء، والفاعل هنا (وهما بديلان في الواقع) يشغل موقع المعلومات الجديدة. ولمعرفة المزيد عن الثيمة/المبتدأ انظر أدناه.
ويشترك التعبير الاسمي مع المبني للمجهول في إمكان حذف الفاعل، وفي ضروب الدوافع المنوعة من وراء ذلك، وتعمل الصيغتان في الاتجاه نفسه في عبارة «الفحص الطبي الشامل سوف يجري بعدها»؛ وكما ذكرت من قبل نجد أن الجمع بين المبني للمجهول دون ذكر الفاعل مع صيغة النوعية ذات التنبؤ القاطع يدعم صوت الطب العلمي في الكتيب من خلال الإيحاء بأن المرأة تخضع لإجراءات مجهولة الفاعل ولا تتغير قط؛ والعبارة الاسمية («الفحص الطبي الشامل») هنا - من دون تحديد الفاعل - تدعم ذلك الإيحاء، وقد يتضمن التعبير الاسمي أيضا حذف مشاركين آخرين إلى جانب الفواعل؛ فعلى سبيل المثال نجد أن الفاعل والهدف/المفعول به محذوفان من العبارة التالية، «إذ إنها تتطلب سلسلة من الفحوص والاختبارات على امتداد فترة حملك».
فالتعبير الاسمي يحول العمليات والأنشطة إلى حالات وأشياء، ويحول المجسدات إلى مجردات، فعلى سبيل المثال، تختلف الإشارة إلى عمليات مجسدة في الحمل الذي قد لا يتطور تطورا طبيعيا عن الإشارة إلى تحديد «أية ظواهر شاذة قد تكون موجودة»، فهذه تنشئ فئة جديدة من الكيانات المجردة. ويعتبر إنشاء الكيانات الجديدة معلما من معالم التعبير الاسمي الذي يتسم بأهمية ثقافية وأيديولوجية كبرى، خذ مثلا إعلانا عن جراحة التجميل يقول في عنوانه الرئيسي: «جمال المظهر يمكن أن يستمر طول عمرك!» إذ إن عبارة «جمال المظهر» تعبير (مؤول من عمليات علائقية مجسدة مثل «إن مظهرك جميل!») أي إنه يحول صفة موضعية مؤقتة إلى حالة أو خصيصة راسخة، فيصبح لها كيان خاص يمكن الالتفات إليه والتلاعب به ثقافيا بعد ذلك (إذ يمكن مثلا غرسها وتنميتها ورعايتها؛ ويمكن أن يقال إن حسن المظهر يأتي للناس بالحظ الحسن، أو بالسعادة أو بالمتاعب )، ومن ثم يجد المرء أن التعابير الاسمية نفسها تقوم بدور الأهداف بل والفواعل في العمليات. (للمزيد من مناقشة خصائص التعبير الاسمي ارجع إلى كريس وهودج، 1979م، الفصل الثاني.)
سبق لي أن أشرت إلى الثيمة عند مناقشة دوافع اختيار العبارات المبنية للمجهول، والمعروف أن الثيمة تعني الجزء الأول من العبارة (المبتدأ أو ما يوازيه) وأن باقي العبارة يشار إليه أحيانا باسم «الريمة» (تعريبا للكلمة الأجنبية، التي تعني الخبر أو ما يوازيه) (كويرك وآخرون، 1972م، 945-955؛ هاليداي، 1985م، الفصل الثالث)، وتحليل العبارات بهذه الطريقة يعني النظر إلى وظائفها وكيف تبنى «المعلومات» بمفهومها العام، فالثيمة تمثل نقطة انطلاق منتج النص في عبارة من العبارات، وعادة ما تتفق مع ما يعتبر معلومات «مسلم بها» (وهو ما لا يعني أنها كذلك فعلا)، أي إنها معلومات معروفة سلفا أو ثابتة من وجهة نظر منتجي النص ومفسريه.
ويمكن للنظر فيما يختار عادة ليكون ثيمة في أنماط مختلفة من النصوص أن يساعدنا على إدراك الافتراضات القائمة على المنطق السليم بشأن النظام الاجتماعي والاستراتيجيات البلاغية، فلننظر أولا في الافتراضات القائمة على المنطق السليم؛ إن الاختيار «غير المميز» لثيمة معينة في عبارة خبرية (مقولة) يمثل مبتدأ/فاعل العبارة؛ وهذا هو الاختيار الذي يراه الكاتب ما لم يكن لديه سبب خاص لاختيار سواه. فلدينا في القسم الفرعي الذي يحمل عنوان «الفحص» مثلا في المقتطف الذي أوردناه من
كتاب الطفل
عدة ثيمات متتابعة (أي «بناء ثيمي») في العبارات الرئيسية في الجمل المذكورة، وهو الذي يكشف عن النهج الذي يعمل عليه أفراد المهن الطبية («طولك»، «فحص جسدي كامل»، «فحص المهبل»، «لطخة مهبلية») ويشير إلى الافتراضات القائمة على المنطق السليم الخاصة بخطوات الفحص. والعبارة الأولى في الفقرة الثانية، وثيمتها «الغرض من هذا»، تختلف بعض الشيء وتبين جانبا آخر من جوانب ثيمة محتملة؛ أي وجود أبنية نحوية تسمح بوضع عناصر محددة في موقع الثيمة، والشرح نفسه هو الذي يصبح الثيمة في هذا الحالة.
अज्ञात पृष्ठ