ख्याल के विचार
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
शैलियों
وكان بالمصادفة المسيو «كاميل دولوكل» مدير مسرح الأوبرا كوميك سابقا في مدينة «بوسينو» التي كان فيها وقتئذ «فيردي»، فكلفه هذا الموسيقي الشهير بأن يكتب له الموضوع طبقا لملخص مريت باشا فكتبه نثرا، ثم عهد بترجمته ونظمه إلى الإيطالية إلى المسيو «جيسلانسوني» ثم لحنها فيردي، وقد ترجمت إلى الفرنسية حينما مثلت بباريس.
مثلت هذه الرواية لأول مرة بمسرح الأوبرا الخديوية في 24 ديسمبر سنة 1871، ويعد النقاد هذه الأوبيرا هي وريجوليتو وفلستاف أعظم ما كتبه المؤلف، وقد حازت هذه الرواية ليلتئذ إعجابا عظيما وحماسة شديدة، وأجاد تمثيلها وغناءها نخبة من الممثلين مثل: ستيلير وكرستا وميديني ومونجيني وشهيرات الممثلات مثل: بوتسوني أناستازي وجروسي.
وحينما ابتدئ بتمثيلها في ميلانو بإيطاليا بمسرح «لاسكالا» في 7 فبراير سنة 1872 صادفت نجاحا عظيما وإقبالا باهرا، واستدعى الحضور فيردي على المسرح اثنين وثلاثين مرة، وقدمت الأسر الميلانية هدية شائقة لفيردي وهي صولجان من العاج ووسام على شكل نجمي من الماس وبوسطه اسم عائدة بالياقوت وفيردي بالأحجار الكريمة.
وقد ابتدئ بتمثيلها بباريس في المسرح الإيطالي باللغة الإيطالية في 22 أبريل سنة 1776، وأول تمثيل لها باللغة الفرنسية كان في هذا المسرح في أول أغسطس سنة 1878، وابتدءوا بتمثيلها في أوبرا باريس في 22 مارس سنة 1880، وقد دعي «فيردي» ليقود بنفسه الموسيقى فلبى الدعوة بارتياح، ولم ينقطع تمثيل هذه الرواية من أوبرا باريس لغاية يومنا هذا.
نذكر كلمة موجزة عن الموضوع ليكون القارئ على بينة مما سنورده من الأبحاث.
كانت الحرب قائمة بين فرعون مصر وأمونصرو ملك الحبشة، وقد وقعت ابنته عائدة في أسر المصريين وألحقت بحاشية «أمنيريس» ابنة الملك، وكانت الفتاتان تحترقان بشعلة حب واحدة وتهيمان براداميس رئيس الحرس، وفي ذات يوم جاء رمفيس رئيس الكهنة وأنبأ الملك بتقدم الأحباش، فعين الملك راداميس قائدا للجيوش المسافرة لرد الأعداء وهو لا يدري أنه سيحارب والد عائدة التي شغفته حبا.
ثم تقام الصلاة بمعبد فتاح وتنشد فيه الراهبات الأناشيد الدينية ويرقصون الرقص المقدس لينصرهم ربهم في هذه الحرب.
احتالت يوما «أمنيريس» على عائدة حتى عرفت سرها، وتحققت أنها تحب راداميس حبا جما، أبغضتها ابنة الملك حينما برح الخفاء وعلمت أنها تزاحمها في حب راداميس، ولم تستطع تلك الأميرة أن تنزع البغض من فؤاد أميرتها.
رجع راداميس ظافرا منصورا واحتفل بمقدمه احتفال فخم شائق، وقد أحضر معه ضمن الأسرى أمونصرو أبا عائدة، فسمح الملك لراداميس بزواج ابنته جزاء لأعماله المجيدة وما أحرزه من النصر العظيم.
عرض أمونصرو على ابنته أن تسأل راداميس عن أسرار التجهيزات الحربية والمعدات التي يعدونها ليقضوا بها القضاء الأخير على الأحباش، فأبت الفتاة فنهرها وثار عليها ودفعها دفعة طرحتها أرضا وقال لها: إني أتبرأ منك ولست ابنتي، فرأت أن لا مناص لها من الرضوخ لإرادته، وكانت أماني أبيها حائمة حول استرجاع بلاده وتخليص ابنته من هذا الأسر الممقوت وتزويجها لراداميس.
अज्ञात पृष्ठ