खवातिर हिमार
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
शैलियों
فقال شارل: كيف يمكن أن نقترع على الحمير يا كارولين؟ هل يمكن وضع الحمير في كيس والسحب منها كما تسحب الأكر؟
فأجاب أنطوان: كيف تقول هذا؟ أليس من الممكن أن نضع نمرة على كل حمار من الحمير الستة 1 و2 و3 و4 و5 و6، ونضع هذه النمر في كيس ثم نسحب النمر على اسم كل واحد، فتخرج نمرة كل واحد بحسب حظه.
فصاح الباقون: أحسنت. وقالوا لأرنست وهو أصغرهم: اكتب أنت النمر على ظهور الحمير، واكتب مثلها على قطع من الورق.
وضحكت في سري لأنني رأيت أن هؤلاء الأطفال أغبياء، ولو كان عند أحدهم شيء من ذكاء الحمار لرأى أن أحسن من هذا الجهد في الكتابة والتنمير أن يصفوا الحمير بجانب الحائط ويقترعوا عليها، فمن كانت نمرته الأولى أخذ الحمار الأول ومن كانت نمرته الثانية أخذ الثاني وهكذا.
وفي هذه الأثناء أحضر أنطوان قطعة كبيرة من الفحم، وكنت الأول فكتب على جنبي بخط كبير 1، وبينما كان يكتب 2 على جنب الحمار الذي يليني انتفضت بشدة لكي أظهر له أن اختراعه الكتابة بالفحم لم يكن مفيدا، فإن الفحم الذي كتب به نمرتي تطاير واختفت النمرة 1، فصاح الذي كتب منهم شاتما لاعنا وقال: سأعيد الكتابة، وبينما كان يكتب ثانيا نمرة 2 على جنب الحمار الذي بجواري، وكان حمارا خبيثا، انتفض هو أيضا انتفاضة شديدة فتطاير ما كتبه بالفحم ثانيا من نمرته، فغضب أنطوان من هذا العمل المكرر الذي ضايقه في أثناء الكتابة، ولكن إخوانه ضحكوا كثيرا وسخروا منه.
وأشرت إلى جميع الحمير بأن تنتظر الكتابة ولا تتحرك، وقد حصل ما أشرت به. وعاد أرنست ومعه النمر في منديله، وبدءوا يسحبون النمر كل واحد يأخذ نمرة، فعملت إشارة أخرى إلى رفقائي، وأخذنا جميعا ننتفض ونهتز بسرعة وشدة، فذهب ما تكلفوا من الفحم وما تعبوا فيه من الكتابة، وقال أحدهم: يلزم أن نعود إلى الكتابة. وكانوا متغيظين، ولكن شارل كان يضحك منتصرا، أما أرنست وألبير وكارولين وسيسيل ولويز فصاحوا في وجه أنطوان، وكان هو يضرب الأرض برجله غيظا، وسخطوا وسبوا جميعا، فأخذت أنا ورفاقي في النهيق، وتنبه الآباء والأمهات وساقتهم إلينا هذه الضجة وعرفوا ما جرى. وأخيرا اقترح واحد من الآباء أن يصفونا صفا بجانب الحائط، وبدأ في سحب النمر لهؤلاء الأطفال.
فسحب نمرة 1 فصاح أرنست: هذا لي.
وسحب نمرة 2 فقال سيسيل: هذا حماري.
وسحب نمرة 3 فصاح أنطوان. وهكذا كلما سحب نمرة نادى واحد من الأطفال إلى أن انتهى من الأخير.
ثم قالوا: إذن فلنبدأ السير، وقال شارل: أنا أمشي أولا.
अज्ञात पृष्ठ