آخرها (١) [التوبة: ١١٢] وعشر في الأحزاب: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ...﴾ إلى آخرها [الأحزاب: ٣٥] وعشر في المؤمنين: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ...﴾ [المؤمنون: ١] وقوله: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ ...﴾ [المعارج: ٢٢] في سأل سائل"، وروى طاوس عن ابن عباس أيضًا قال: "ابتلاه الله تعالى بعشرة أشياء هي من الفطرة والطهارة، خمس في الرأس وخمس في الجسد فالتي في الرأس قصُّ الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرّأس (٢)، والتي في الجسد تقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة والختان والاستنجاء بالماء"، وقال مجاهد: "هي الآيات التي بعدها في قوله تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ...﴾ [البقرة: من الآية ١٢٤] إلى آخر القصة"، وقال الربيع وقتادة: مناسك الحج، وقال الحسن: سبعة أشياء ابتلاه [الله] (٣) بالكوكب والقمر والشمس وأحسن النظر في ذلك وعلم أن ربَّه دائم لايزول [أبدًا] (٤) وابتلاه بالنَّار فصبر على ذلك وابتلاه بالهجرة فصبر على ذلك وابتلاه بذبح ابنه فصَبر [على ذلك] (٥) وبالختان فصبر على ذلك؛ وقال أبو رَوْقٍ (٦): هي قوله: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) ...﴾ [الشعراء: ٧٨]
إلى آخر الآيات؛ وقال بعضهم: هي [ق ١١/و] أن الله تعالى ابتلاه في ماله وولده ونفسه وقلبه، فسَلَّم مالَه للضيفان، وولدَه إلى القربان، ونفسه إلى النيران، وقلبه إلى الرحمن، فاتخذه خليلًا؛ وقيل هي: سهام الإسلام وهي عشرة: شهادة أن لا إله إلا الله وهي الملة، والصلاة وهي الفطرة، والزكاة وهي الطُهْرة، والصوم وهو الجُنّة، والحج وهو
_________
(١) في ب "آخره".
(٢) فرق الرأس: أي فرق شعر الرأس، وهو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس، والمفرق مكان انقسام الشعر من الجبين إلى دائرة الرأس؛ قال النووي في حكمه: "اختلف السلف فيه ... والحاصل أن الصحيح المختار جواز السدل والفرق، وأن الفرق أفضل". انظر: عمدة القاري (٢٢/ ٨٦)، شرح النووي على مسلم (١٥/ ٩٠).
(٣) لفظ "الله" زيادة من ب.
(٤) "أبدًا" زيادة من ب.
(٥) "على ذلك" زيادة من ب.
(٦) أبو روق -بفتح الراء وسكون الواء بعدها-: هو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي، صاحب التفسير. انظر: تقريب التهذيب ص ٣٩٣.
1 / 353