من أسْرَف في عداوته وبلغ الغاية في أذيَّته حين ألقى عُقبة بن أبي مُعَيْط على ظهره ﷺ سَلَا (١) الجزور وهو ساجد والحديث فيه مشهور وهو ما رُوي عن عبدالله بن مسعود ﵁ قال: بينما رسول الله ﷺ يصلي عند الكعبة وجَمْعٌ (٢) من قريش ينظرون فقال قائل منهم: ألا ترون إلى هذا المُرائِي أيُّكم يقوم إلى جَزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودَمِها وسَلاها حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه، فانطلق أشقاهم فجاء به حتى إذا سجد ﷺ وضعه بين كتفيه، وثبت رسول الله ﷺ ساجدًا، وضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من الضحك، فانطلق منطلق إلى فاطمة وهي جويرية (٣) فأقبلت تسعى وثبت النبي ﷺ ساجدًا حتى نَحَّتْهُ عنه وأقبلت عليهم تسبُّهم، فلما قضى النبي ﷺ صلاته استقبل الكعبة فقال (٤): «اللهم عليك الملأ من قريش» ثم سمّاهم فقال: اللهم عليك بعَمرو بن هشام وشيبة وعُتبة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي مُعَيط وعُمَارة بن (٥) الوليد» قال عبدالله: والذي توفّى نفْسَه لقد رأيتهم صرعى يُسحَبون إلى القليب قليب بدْر، قال رسول الله ﷺ: «اللهم أتبع أهل القليب لعنةً» (٦) فلم يَدْعُ عليهم بالبوار
_________
(١) السلى: الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفًا فيه. النهاية (٢/ ٩٨٦).
(٢) كذا في أونسخة بهامش ب، وفي ب "وجميع" وهو خطأ.
(٣) في هامش ب "أي شابة قليلة السنِّ".
(٤) في ب "قال" بدون الفاء.
(٥) في ب "ابن" بزيادة الهمزة، وهو خطأ.
(٦) أخرجه البخاري (١/ ١١٠) بنحوه في كتاب الصلاة، باب المرأة تطرح عن المصلي شيئًا من الأذى، ح ٥٢٠، بلفظ: «اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش» ثم سمى: «اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد» ... ثم قال رسول الله ﷺ: «وأتبع أصحاب القليب لعنة»؛ وأخرجه مسلم (٣/ ١٤١٩)، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، ح ١٧٩٤، بلفظ: «اللهم عليك الملأ من قريش: أبا جهل، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف - أو أبي بن خلف شعبة الشاك-».
1 / 333