ज्ञान का नक्शा
خريطة المعرفة: كيف فقد العالم أفكار العصر الكلاسيكي وكيف استعادها: تاريخ سبع مدن
शैलियों
13
فبفضل معرفته الهائلة وسحره المريح وحماسته اللامتناهية للبحث العلمي، سرعان ما أصبح عضوا بارزا في الدائرة التي كان مركزها جيورجيو فالا، أعظم عالم رياضيات في فينيسيا في ذلك الوقت، ومالك أهم مجموعة من المخطوطات. يكمن إسهام فالا الرئيسي في نقل الأفكار العلمية في التشكيلة الهائلة من مصادر الرياضيات والفلسفة الكلاسيكية التي جمعها من مخطوطاته، والذي يسمى «أمور للبحث فيها وأخرى لتجنبها». وقد نشره مانوتيوس في عام 1502، ولكن حينها كان فالا قد توفي منذ عامين، ولم تعد مكتبته موجودة في فينيسيا.
10
كان كتابا بالغ التأثير، يوفر للباحثين من الجيل التالي طائفة واسعة من المواد العلمية جيدة التنظيم والمترجمة ترجمة واضحة والمتيسرة، وكان يستخدم بانتظام باعتباره دليلا مرجعيا، وفي حالات كثيرة، كانت النسخة المطبوعة الوحيدة من نص مصدري. كان فالا معلما عاما للرياضيات، ولكنه كان أيضا يترأس دائرة من النساخ اليونانيين وألقى محاضرات في العمارة والشعر، وذهب اثنان من تلاميذه إلى ميسينا، في صقلية، لتحسين لغتهم اليونانية، وعادوا في عام 1494 ومعهم دليل لغوي يوناني، استخدمه ألدوس إلى جانب قواعد كريسولوراس اللغوية لإنتاج واحد من أوائل الكتب التي نشرها، وهو بيان قاطع على عزمه على تعزيز دراسة اللغة اليونانية.
كان ثمة صديق آخر لفالا، وهو بالتأكيد الرجل الذي كان قد أتى به إلى فينيسيا، وهو إيرمولاو باربارو. كان إيرمولاو يتحدث بلغتين هما اليونانية واللاتينية، ومكنه هذا من الاستناد إلى الكتب التي ورثها من أبيه وجده، والتي كان يضمها قصر العائلة الفخم على القنال الكبير مباشرة أمام منزل الذهب، وترك لنا نظرة متعمقة شاعرية عن الروتين الصيفي لمفكر ثري: «كان الصباح يقضى في دراسة مكثفة لكتابات أرسطو والخطباء أو الشعراء اليونانيين، ثم يحين وقت غداء خفيف من المرق، والبيض والفاكهة؛ وبعد ذلك قراءة أو إملاء أكثر استرخاء، يعقبه حديث مع أي من الأصدقاء الذين قبلوا الدعوة للمجيء من أجل نقاش أدبي أو فلسفي؛ وأخيرا، عشاء من صيد مشوي، ونزهة في حديقته النباتية لتأمل معرفة ديسقوريدوس التقليدية في الأعشاب ، ثم إلى الفراش.»
14
وأدت هذه التأملات بباربارو إلى وضع ترجمته اللاتينية لكتاب «عن المواد الطبية»، ولكن أكثر ما يشتهر به هو هجومه اللاذع على مغالطات كتاب «التاريخ الطبيعي» لبلينيوس.
على خلاف كثير من الطابعين في فينيسيا في نهاية القرن الخامس عشر، لم يكن ألدوس مانوتيوس ألمانيا ولا فرنسيا، وإنما إيطاليا. أسس دار ألدين للطباعة في 1494-1495، في وقت كانت الفوضى فيه تجتاح البر الرئيسي لإيطاليا في صورة غزو الجيش الفرنسي والتفشي الفتاك لوباء الطاعون. لم تفلت فينيسيا من الطاعون، الذي أودى بحياة الآلاف، ولكنها تجنبت الفرنسيين، الذين لم يكونوا مهيئين للإبحار عبر البحيرة الشاطئية ومهاجمة المدينة. أتاحت ضربة الحظ غير العادية هذه لفينيسيا التغلب على فلورنسا من ناحية كونها العاصمة الفكرية لإيطاليا. كانت فلورنسا قد انزلقت إلى العنف ثم إلى القمع تحت تأثير الراهب المتعصب سافونارولا، الذي كبت الاستقصاء الفكري في المدينة، وفر علماء كثيرون، ذهب بعضهم إلى فينيسيا. وباعتباره أبرز طابعي المدينة، لعب ألدوس دورا قياديا في نهضة فينيسيا. ويرجع نجاحه إلى عدة عوامل؛ الأول هو أنه كان شخصا موهوبا، بصفته باحثا وكذلك بصفته رياديا، والثاني هو أنه كان محظوظا؛ إذ وصل بالضبط في اللحظة المناسبة، وحدد ثغرة في السوق؛ وهي الطباعة باللغة اليونانية. بعد أن صمم (بمساعدة معاونيه) مجموعة من الخطوط اليونانية الأنيقة (التي كان أحدها يستند إلى خط يد كريسولوراس)، بدأ يطبع نصوصا كلاسيكية بلغتها الأصلية، ومن خلال قيامه بذلك، حقق الغاية الأساسية لدى الإنسانيين التي تتمثل في جعل المعرفة الأصلية للقدماء متاحة ومتيسرة للجمهور المعاصر، دون أن تفسدها الترجمة. أصبح محل الطباعة الخاص به، الذي كان الأول في سان أجوستينو ولاحقا في منطقة ميرسيريا، القلب الفكري النابض للمدينة. ففي كل يوم، كان فيض لا يتوقف من الباحثين يصل ليتباحث في آخر الموضوعات، باليونانية (كانت توجد غرامات على التحدث بأي لغة أخرى)، ولإعداد النصوص للطباعة. وقد جاءت كل الشخصيات الريادية في «جمهورية الرسائل» الأوروبية جاءت إلى هناك إجلالا؛ فوصل إيراسموس في يناير من عام 1508، ليشرف على نشر كتابه «أداجيا»؛ وزاره الفيلسوف الإنساني الألماني يوهان روشلين قبل ذلك ببضعة أعوام، بينما جاء توماس لينيكر قاطعا الطريق من إنجلترا. وجعل هذا من دار ألدين للطباعة مكانا لا يسهل العمل فيه. في عام 1514، العام السابق لوفاته، كتب ألدوس: «بغض النظر عن ستمائة شيء آخر ، يوجد شيئان بالتحديد يقاطعان عملي باستمرار؛ الأول هو الرسائل المتكررة من رجال مثقفين تأتيني من كل أنحاء العالم ... ثم الزوار الذين يأتون ... ويجلسون في الجوار وأفواههم فاغرة.»
15
فالوجود في مركز العالم الفكري كان له سلبياته.
अज्ञात पृष्ठ