ज्ञान का नक्शा
خريطة المعرفة: كيف فقد العالم أفكار العصر الكلاسيكي وكيف استعادها: تاريخ سبع مدن
शैलियों
ليساهم في إعادة إحياء واسعة النطاق لأعمال جالينوس في القرن الثالث عشر. ملأ مارك الفجوات التي تركها جيرارد، الذي كان قد ترجم تسعة أعمال لجالينوس. وبكل المقاييس، كان أهم النصوص الطبية الأربعة والعشرين التي ترجمها جيرارد، هو كتاب «القانون» لابن سينا، الذي كان بذاته تجميعا للطب الجالينوسي، وأشهر كتاب دراسي طبي في العصور الوسطى. كان ابن سينا (980-1037) أحد أعظم مفكري العالم العربي في القرون الوسطى. وكان كتابه «القانون»، الذي وصف بأنه «ملخص بارع وإعادة هيكلة منطقية للطب الجالينوسي»،
12
مركزا، بطريقة تيسر استيعابه، في خمسة مجلدات؛ ومن ثم كان أسهل في استخدامه من الناحية العملية وأقل تكلفة من مجموعة جالينوس الضخمة، وأصبح القناة الرئيسية لنقل أفكار جالينوس. كذلك ترجم جيرارد العديد من كتب الرازي، التي نقلت إلى أوروبا على هيئة مجموعة وطبعت فيما بعد، وكذلك الحال مع أطروحة الزهراوي عن الجراحة وأدواتها، المزودة برسوم إيضاحية وأشكال بيانية نسخت بطريقة جميلة.
حتى الآن، تناولنا الأماكن التي يمكن أن يكون المترجمون قد عثروا فيها على الكتب في إسبانيا المسيحية، ولكن توجد أدلة على أن الباحثين كانوا يبحثون في الجنوب أيضا، حيث كانت السلطة لا تزال في يد العرب. يصف مصدر يعود تاريخه إلى أوائل القرن الثاني عشر مفتش سوق أندلسيا ينفذ أمرا ينص على أنه «لا يجوز للرجال أن يبيعوا الأعمال العلمية لليهود ولا المسيحيين»؛
13
لأنهم كانوا على ما يبدو يترجمونها ثم ينسبونها لباحثيهم. تكشف هذه الواقعة عن أن الاهتمام المسيحي بالعلوم العربية كان قد أصبح واضحا ونهما حتى إن السلطات المسلمة كانت قد بدأت تخشى من أن تراثها الثقافي يمكن أن يتفلت عابرا الحدود إلى الشمال، وهو خوف تبين أنه استشراف لما كان سيحدث مستقبلا. لا نعرف قدر انتشار أو نجاح سياسة حظر البيع هذه، ولكن لا بد أنها جعلت الحصول على النصوص أكثر صعوبة.
ومع ذلك، من الصعب تحديد مدى تأثير ذلك على مشروع جيرارد. من المؤكد أنه كان بمقدوره الحصول على النصوص، بغض النظر عن الحظر الذي فرضه مشرفو السوق الأندلسيون. ويخبرنا حجم ما حققه شيئا عن شخصيته. لا بد أن جيرارد الكريموني كان رجلا يتسم بجرأة وعزم هائلين. فأي شخص ينطلق في رحلة إلى المجهول بحثا عن كتاب واحد، ولديه استعداد للسفر آلاف الأميال، كي يتعلم لغة واحدة جديدة على الأقل ويمضي بقية حياته في بلد غريب، ساعيا دون هوادة إلى توسيع معارفه، لا بد أنه كان يمتلك مجموعة من سمات شخصية واضحة المعالم. وقد ساهمت الصفات التي اتسم بها، من جرأة، وعزم ، واجتهاد، وذكاء، في حقيقة تتمثل في أن «انتقال العلوم العربية بوجه عام إلى أوروبا الغربية على يد جيرارد الكريموني فاق أي سبيل آخر».
14
إذا صدقنا رواية واحدة عن إحدى المحاضرات التي ألقاها جيرارد في طليطلة، يمكننا أن نضيف الغرور والغطرسة إلى قائمة سماته الشخصية. من الواضح أنه كان يدرك ثقل المهمة التي اضطلع بها، وأهمية دوره بصفته قناة رئيسية لنقل المعرفة من العالم العربي إلى العالم الأوروبي. على حد تعبير كتاب تأبينه: «حتى نهاية حياته، استمر ينقل إلى العالم اللاتيني (كما لو كان ينقل إلى وريثه المحبوب) أيما كتب ارتآها الأفضل، في موضوعات كثيرة، بما في وسعه من دقة ووضوح.»
15
अज्ञात पृष्ठ