ज्ञान का नक्शा
خريطة المعرفة: كيف فقد العالم أفكار العصر الكلاسيكي وكيف استعادها: تاريخ سبع مدن
शैलियों
وأولئك الذين جاءوا بإرادتهم كانوا غالبا يتعقبون حلما ما؛ تجار يأملون في صنع ثرواتهم، أو مغنون يأملون في أن يصنعوا لأنفسهم اسما، أو باحثون يأملون في تحقيق اكتشافات. وكان لهذا الخليط من الأجناس واللغات والعقائد تأثير جوهري على اتساع المعرفة في المدينة؛ إذ كانت الكتب تترجم حتى تنكشف المعرفة التي تحويها للثقافات الأخرى، بينما كان لدى الباحثين القدرة على إضافة أفكارهم وتقاليدهم إلى عمل الآخرين. كان التبادل الثقافي يحدث بحرية في بغداد؛ مما أدى إلى انفجار للمعرفة من كل الأنواع؛ فيما يتعلق بالعلوم التي هي محط التركيز الرئيسي لقصتنا، ولكن أيضا فيما يتعلق بعلم اللاهوت والنظرية السياسية والفلسفة والقانون والتاريخ والثقافة، وفي المقام الأول، الشعر. كان الخلفاء ورجال حاشيتهم يعظمون الشعر، الذي عادة ما كان يغنى، باعتباره جزءا من التقليد الشفاهي النشط الذي كان يميز الثقافة العربية. وكان الإماء والمغنون الذين يؤدون ويعزفون يكافئون بالشهرة العظيمة، والتوقير والثروة.
كان الخلفاء العباسيون مجتمعين على الإخلاص لربهم ولدور الخليفة بوصفه «أمير المؤمنين». وارتبط بهذا إيمانهم بأن سلالتهم الحاكمة كان مقدرا لها أن تحكم، وأن تظل تحكم لقرون. من الصعب أن ندرك إدراكا كاملا مدى الأهمية التي كانت عليها القدرية لرجال ونساء العصور الوسطى في كل أنحاء العالمين الإسلامي والمسيحي. في عالم يعج بمخاطر وفوضى لا توصف، كان من المهم الشعور بأن أيا كان ما تفعله هو جزء من خطة إلهية؛ وكان هذا ينطبق على فلاحين يزرعون محاصيلهم أو تجار يشدون الرحال لرحلة، مثلما ينطبق على خلفاء يتزعمون إمبراطورية. وجدت وسائل متعددة لاكتشاف إذا ما كان الإله الذي تعبده راضيا عن خططك، لكن سماء الليل كانت أقوى تلك الوسائل. فمنذ بدء الحضارة، خلبت النجوم ألباب البشر، ولم يستثن من ذلك أهل بغداد في العصور الوسطى؛ فخلال الليالي الطويلة الحارة، كانوا يستلقون على ظهورهم على الأسطح المنبسطة لمنازلهم، يحدقون إلى أعلى نحو السماء المتلألئة، ويضفون على النجوم أهمية هائلة. كما أوضح الخليفة المأمون نفسه:
أما ترى ذا الفلك السائرا
أبيت من هم به ساهرا
مفكرا فيه وفي أمره
فما أرى خلقا به خابرا
يخبر عن لطف تدابيره
وكيف أضحى للورى حاضرا
يا ليت شعري هل أرى مرة
أكون في أبراجه سائرا
अज्ञात पृष्ठ