فأدخلهم جنته وهو مستغن عن أعمالهم وعنهم إذ خلقهم وعبادتهم لا تزيد
في ملكه شيئا.
مسألة
[ القضاء بين الدواب ]
فإن قيل هل يقضي الله بين الدواب يوم القيامة وتقتص الجماء من القرناء بما نطحتها وقلنا إن الدواب غير مكلفة ليحكم لهم وعليهم ولم يأمرهم
الله بالعبادات كما أ مر بني آدم وإنما قيل يحشرهم يوم القيامة فما استحسن منهم أهل الجنة تمتعوا به ثوابا لهم وبما بقي منهم فيكونوا عذابا لأهل النار والدواب لا عذاب لهم.
وقال الشيخ أبو محمد(1) إن البهائم يدخلون الجنة بلا عواض ، والمكلفين يدخلون الجنة بفضل الله وعملهم، والمجانين والأطفال يدخلون الجنة
بالتفضيل والبهائم يدخلون الجنة بلا عواض.
مسألة
[ كيفية الحساب ]
قال الله تعالى { وكفى بنا حاسبين } (2) وهو أسرع الحاسبين و أمثال
ذلك هل يحاسب الله الخلق يوم القيامة، وكيف تكون كيفية حسابه لهم
قلنا له نعم إن الله يحاسب الخلق المكلفين يوم الدين، وإنما حسابه
لهم حكم وعدل ومجازاة لأنه عالم بما عملوا ولا يخفى عليه شيء سبحانه وحاسبين منصوب على التمييز وقوله على الحال لأن حسابه للخلق
كحسابه لأحدهم لا يشغله شيء عن شيء وقال الله تعالى : { إن الله
سريع الحساب } (3).
مسألة
[ الحكمة من الإيلام ]
__________
(1) 1- أبو محمد : يظهر لي والله أعلم : أنه : أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة
السليمي البهلوي. مسكنة الضرح من قرية بهلا. وهو من علماء القرن الرابع ومن
أشياخه سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب - رحمه الله. والعلامة مالك
غسان ابن الخضر بن محمد الصلاني، وأبو مروان. كان معروفا بالغنى وكانت
له مدرسة ينفق عليها من ماله الخاص. ومن تلاميذه الشيخ أبو الحسن البسياني له
من الكتب الكثيرة أشهرها الجامع وشرح جامع ابن جعفر. أنظر إتحاف الأعيان
ص226 - 229 .
(2) 2- سورة الأنبياء آية 47 .
(3) 1- سورة آل عمران آية 199 .
पृष्ठ 8