إلى أن دعا قلبي الهوى وأجابه ... فلست أراه عن فنائك يبرح
دميت ببين منك إن كنت كاذبًا ... وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها ... إذا غبت عن عيني بعيني يملح
وإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل ... فلست أرى قلبي بغيرك يصلح
اختلطت غنم الغارة بغنم أهل الكوفة، فتورع بعض عباد الكوفة عن أكل اللحم، وسئل كم تعيش الشاة؟ قالوا: سبع سنين، فترك أكل لحم الغنم سبع سنين.
من وصايا سليمان بن داود ﵇: يا بني إسرائيل لا تدخلوا أجوافكم إلا طيبًا، ولا تخرجوا من أفواهكم إلا طيبًا.
كان بعض العباد يقول: لو وجدت رغيفًا من حلال لأحرقته، ثم سحقته ثم جعلته ذرورًا لأداوي به المرضى.
كتب الشيخ الجنيد إلى الشيخ علي بن سهل الأصبهاني: سل شيخك أبا عبد الله محمد بن يوسف البناء: ما الغالب على أمره فسئله فقال: اكتب إليه والله غالب على أمره.
ومن كلام سمنون المحب أول وصال العبد للحق هجرانه لنفسه، وأول هجران العبد للحق مواصلته لنفسه.
من كلام أبي سهل الصعلوكي الصوفي: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه. ومن كلامه أيضًا: قد تعدى من تمنى أن يكون كمن تعنى.
قال بعض الأكابر من الصوفية التصوف كمثل السرسام أوله هذيان وآخره سكون، فإذا تمكنت خرست. قال الشيخ العارف مجد الدين البغدادي: رأيت النبي ﷺ في المنام، فقلت له: ما تقول في حق ابن سينا؟ فقال ﷺ: هو رجل أراد أن يصل إلى الله تعالى بلا وساطتي، فحجبته بيدي هكذا فسقط في النار.
لما ماتت ليلى أتى المجنون إلى الحي وسئل عن قبرها ولم يهدوه إليه، فأخذ يشم تراب كل قبر يمر به حتى شم تراب قبرها فعرفه وأنشد: أرادوا ليخفوا قبرها عن محبها ... وطيب تراب القبر دل على القبر
ثم ما زال يكرر البيت حتى مات ودفن إلى جنبها.
وقفت أعرابية على قبر أبيها، فقالت: يا أبت إن في الله تعالى عوضًا عن فقدك، وفي رسول الله أسوة في مصيبتك، ثم قالت: اللهم نزل بك عبدك خاليًا مقفرًا من الزاد محشوش المهاد غنيًا عما في أيدي العباد، فقيرًا إلى ما في يدك يا جواد وأنت أي رب خير من نزل به المرملون واستغنى بفضله المقلون وولج في سعة رحمته المذنبون اللهم فليكن قرى عبدك منك رحمتك ومهاده جنتك ثم بكت وانصرفت.
لما متت ليلى أتى المجنون إلى الحي وسأل عن قبرها فلم يهدوه إليه، فأخذ يشم تراب كل قبر يمر به حتى شم تراب قبرها فعرفه وأنشد:
أرادوا ليخفوا قبرها عن محبها ... وطيب تراب القبر دل على القبر
مضت عني تشد على اللثام ... ومدمعها كدمعي في انسجام.
فقلت لها متى ألقاك قالت ... فبيل الصبح لكن في المنام
م ما زال يكرر البيت حتى مات ودفن إلى جنبها.
1 / 56