غيره
حلفت مهجته لا تهجع ... أو ترى الشمل بجمع يجمع
وتقضى في منى القرب المنى ... ولنيل الوصل فيها يرجع
واله يطمع في عرب الحمى ... بالرضا لا خاب ذاك المطمع كاد أن تحرقه نار الأسى ... ولهيب الشوق لولا الأدمع
كلما لعلع سعد باللقى ... في الدجى وقال هذا لعلع
قال يا سعد أعد ذكر الحمى ... إنه أطيب شيء يسمع
قال الجاحظ: كنت مع محمد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي وهو يريد الإنصراف من سر من رأى إلى مدينة السلام، والدجلة في غاية الزيادة في حراقة فأمر بالخمر فشربنا ثم أمر يشد الستارة بيننا وبين جواريه وأمرهن بالغناء فغنت إحداهن.
كل يوم قطيعة وعتاب ... ينقضي دهرنا ونحن غضاب
ليت شعري أنا خصصت بهذا ... دون غيري أم هكذا الأحباب؟
ثم سكنت فغنت أخرى
وارحمتا للعاشقين ... ما إن يرى لهم معين
فإلى متى هم يبعدون؟ ... ويطردون ويهجرون
ويعذبون من الأحبة ... بالجفا ما يصنعون
فقالت لها إحداهن: يا فاجرة فيصنعون ماذا؟ قالت: يصنعون هكذا، وضربت بيدها الستارة، فهتكتها وبرزت علينا كالقمر وألقت نفسها في دجلة، وكان على رأس محمد غلام رومي بديع الجمال وبيده مروحة يروح بها، فألقى نفسه فوقها وهو يقول:
لا خير بعدك في البقا ... والموت ستر العاشقين
واعتنقا في الماء وغاصا فطرح الملاحون أنفسهم في أثرهما؛ فلم يقدروا على إخراجهما وأخذهما الماء وغابا رحمهما الله تعالى.
وكان ابن الجوز يعظ على المنبر، إذ قام إليه بعض الحاضرين، وقال أيها الشيخ ما تقول في امرأة بها داء الابنة؟ فأنشد على الفور في جوابه:
1 / 45