وتقدم عند العوام وحصل له مال كثير ودخل بغداد وفوض إليه تدريس النظامية وأدركه الموت بهمدان، فلما دنت وفاته قال لأصحابه: أخرجوا فخرجوا فطفق يلطم وجهه ويقول: يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله، ويقول يا أبا الفتح ضيعت العمر في طلب الدنيا وتحصيل الجاه والمال والتردد إلى أبواب السلاطين وينشد:
عجبت لأهل العلم كيف تغافلوا ... يجرون ثوب الحرص عند المهالك
يدورون حول الظالمين كأنهم ... يطوفون حول البيت وقت المناسك
ويردد هذه الآية حتى مات إلى هنا بلفظ المفسرة نعوذ بالله من الموت على هذه الحالة ونسأله جل شأنه أن يمن علينا بالتوفيق للخلاص من هذا الوبال والضلال.
يا من له الرونق البديع ... سرك ما عشت لا أذيع
فاحكم بما شئت في فؤادي ... فإنني سامع مطيع
وهو حمول لكل شيء ... يهوى على أنه خليع
أبو نواس
كسر الجرة عمدا ... وسقى الأرض شرابا
صحت والإسلام ديني ... ليتني كنت ترابا
لبعضهم
إذا حرك الوجد السماع فإنه ... مباح وإلا فالسماع حرام
ومن هزه طيب استماع حديثكم ... فمال من الأشواق ليس يلام
ولا عجب إن شتت الحب جمعه ... فليس لأخوال المحب نظام
غذا بلبان الحب قدمًا وماله ... سواه إذا آن الفطام فطام
يسير مع الأشواق أنى توجهت ... وليس له في الكاينات مقام
أبو نواس:
كسر الجرة ... وسقى الأرض شرابا.
صحت والإسلام ديني ... ليتني كنت ترابا
1 / 44