============================================================
هلك إذلم يتفكروا في ذلك ولم يتدبروا وأذاعوا السر). فمن أذاع السر فقد جحد الحق بعدما عرفه ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . إن آلذين(1) كفروا سواء عليهم أانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) . قال الصادق عليه السلام(2) أراد به الأضداد ومن اتبعهم . وقوله جل وعلا : { ختم الله (32) على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم يعني بالمسوخية والتراكيب بالطبقات بأليم الادراك(") مغضوبا عليهم، ضالين جاحدين للحق بعدما عرفوه، وهم يعلمون أنه الحق، وهذا بيان أنه يعني الذين يدخلون في دعوة الحق (5)، ثم يخرجهم منها باب من أبواب النكت والنفاق(2) بأخذ وسواس الشيطان فيحرمون فوائد العلم ودرجات الدين، ومواد البصائر واليقين، فيصيرون مثل البهائم التي لا تعتقد دينا، لأنهم قد أخرجوا مما كانوا فيه باحتجاج الحق وكره الباطل، وأخرجوا أنفسهم مما دخلوا فيه من الحق فطمست أبصارهم فهم لا يرون الحق فحرموا فوائده فهم لا يسمعون وختم على قلوبهم فذلك الحرمان فلا يعقلون ما يهديهم : وهذا أيضأ في معنى قول الله عز وجل : { لقد خلقنا (7) ألائسان في أخسن تقويم. ثم رددناه اسفل سافلين } يعني أنه هدى إلى السبيل القويم على مرضاة الله فرفع بذلك إلى درجات عباد الله الصالحين الذين آمنوا به، فلما نكث (4 وغير ولم يرع ما وصل إليه حق رعايته خرم العبادة وتجديد الافادة(1) فصار إلى أسفل
पृष्ठ 26