घुम्मा का उद्घाटन
كشف الغمة
طالب (عليه السلام) وأبي بكر أيهما أكثر عناء في الحرب وأحسن بلاء في سبيل الله؟ فأجمع الفريقان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه كان أكثر طعنا وضربا وأشد قتالا وأذب عن دين الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فثبت بما ذكرناه من إجماع الفريقين ودلالة الكتاب والسنة أن عليا (عليه السلام) أفضل.
وسألناهم ثانيا عن خيرته من المتقين، فقالوا: هم الخاشعون بدليل قوله تعالى:
وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد [1] إلى قوله: من خشي الرحمن بالغيب [2] وقال تعالى: أعدت للمتقين. الذين يخشون ربهم [3]. ثم سألناهم من الخاشعون؟ قالوا:
هم العلماء لقوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء [4]. ثم سألناهم جميعا من أعلم الناس؟ قالوا: أعلمهم بالقول وأهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا بدليل قوله تعالى: يحكم به ذوا عدل منكم [5] فجعل الحكومة إلى أهل العدل، فقبلنا ذلك منهم. ثم سألناهم عن أعلم الناس بالعدل من هو؟ قالوا: أدلهم عليه. قلنا: فمن أدل الناس عليه؟ قالوا: أهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا بدليل قوله تعالى: أفمن يهدي إلى الحق [6] الآية، فدل كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) والإجماع أن أفضل الامة بعد نبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأنه إذا كان أكثرهم جهادا كان أتقاهم، وإذا كان أتقاهم كان أخشاهم، وإذا كان أخشاهم كان أعلمهم، وإذا كان أعملهم كان أدل على العدل، وإذا كان أدل على العدل كان أهدى الأمة إلى الحق، وإذا كان أهدى كان أولى أن يكون متبوعا وأن يكون حاكما لا تابعا ولا محكوما عليه.
وأجمعت الأمة بعد نبيها أنه خلف كتاب الله تعالى ذكره، وأمرهم بالرجوع إليه إذا نابهم أمر، وإلى سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيتدبرونها ويستنبطون منهما ما يزول به الاشتباه،
पृष्ठ 60