घुम्मा का उद्घाटन
كشف الغمة
وادعى كل فريق منهم الحق، فلما رأينا ذلك وقفنا بين الفريقين لنبحث ونعلم المحق من المبطل.
فسألناهم جميعا: هل للناس بد من وال يقيم أعيادهم ويجبي زكواتهم ويفرقها على مستحقيها ويقضي بينهم ويأخذ لضعيفهم من قويهم ويقيم حدودهم؟ فقالوا:
لا بد من ذلك. فقلنا: هل لأحد أن يختار أحدا فيوليه بغير نظر في كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقالوا: لا يجوز ذلك إلا بالنظر. فسألناهم جميعا عن الإسلام الذي أمر الله به؟ فقالوا: إنه الشهادتان والإقرار بما جاء من عند الله والصلاة والصوم والحج بشرط الاستطاعة، والعمل بالقرآن يحل حلاله ويحرم حرامه، فقبلنا ذلك منهم. ثم سألناهم جميعا: هل لله خيرة من خلقه اصطفاهم واختارهم؟ فقالوا: نعم. فقلنا: ما برهانكم؟
فقالوا: قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ... من أمرهم [1] فسألناهم من الخيرة؟ فقالوا: هم المتقون. قلنا: ما برهانكم؟ قالوا: قوله تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم [2]. فقلنا: هل لله خيرة من المتقين؟ قالوا: نعم، المجاهدون بأموالهم، بدليل قوله تعالى: فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة [3]. فقلنا: هل لله خيرة من المجاهدين؟ قالوا جميعا: نعم، السابقون من المهاجرين إلى الجهاد، بدليل قوله تعالى: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل [4] الآية، فقبلنا ذلك منهم لإجماعهم عليه، وعلمنا أن خيرة الله من خلقه المجاهدون السابقون إلى الجهاد، ثم قلنا: هل لله منهم خيرة؟ قالوا: نعم. قلنا: من هم؟ قالوا: أكثرهم عناء في الجهاد وطعنا وضربا وقتلا في سبيل الله بدليل قوله تعالى:
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [5] وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله* [6] فقبلنا ذلك منهم وعلمناه وعرفنا أن خيرة الخيرة أكثرهم في الجهاد عناء وأبذلهم لنفسه في طاعة الله، وأقتلهم لعدوه، فسألناهم عن هذين الرجلين علي بن أبي
पृष्ठ 59